قَريباً مِن السياسةِ (11):
اللهم انصر أهلَنا في
الأرض المقدّسة ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
لا يخفى على أحدٍ انحيازُ الغَرْبِ الظاهر إلى جانب
العدوّ المحتلّ لأرضنا المقدسة، وتصريحهم المستمر بضمان أمن كِيانهم الغاصب،
ومجاهرتهم بأنّ من حقّ هذا الكيان المجرم الدفاعَ عن شعبه وبلاده!
وحكّامنا رضي الله عن غيرهم؛ ليسوا أكثَر من أدواتٍ
بائسةٍ بيد ذاك الغرب المجرم المُبيد!
لكنْ ماذا عن ردود أفعالِ المظلومين في ديارنا
المقدّسة؟!
لقد اغتال الكيان الإرهابيّ أربعةً من قادتنا
العسكريين الكبارِ، وقتل أضعافَ أعدادهم من المدنيين الآمنين، وجرح عشراتٍ، وربما
مئاتٍ آخرين، فماذا فعلنا نحن؟
إنّ كلَّ قائدٍ من قادتنا المؤمنين، لا يُعادلُه في
حُكمِ الله تعالى؛ هذا الكيان كلّه!
(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ
(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) [القلم].
أطلقنا (500) صاروخٍ، لم تَقتلْ كلباً في الأرضِ
السليبة المغصوبة!
هم قتلوا وجرحوا وهدموا وأخافوا أهلنا في الأرض
المقدسة!
نحن لم نقتلْ كلباً، ولم نجرح هِرّاً، إنما أخفناهم
في حظائرهم تحت الأرض، فأين معادلةُ الردع المزعومة؟
إنّ العسكريين لا يخيفهم أبداً إطلاق الصواريخ،
إنما هم يستخفّون بإطلاقنا تلك الفزّاعاتِ عليهم، ويخططون لأذيّتنا وجَرحِ كرامتنا
في الوقت الذي نطلق هذه الصواريخَ في الهواء، والتي تسقط في الخلاء!
هل يخيف الكيانَ الإرهابيّ الغاصبَ فعلاً أن تملؤوا
السماءَ بالأضواء الملوّنةِ الجميلة؟
أو إنّ الذي يُخيف الكيانَ الإرهابيَّ؛ استهدافُ
قادته الكبار، كما استهدف هو قادتنا؟
يذكّرني هذا «التناوُش» الحاصلُ هذه الأيّام، بما
حصل مع الأخ الشهيدِ صلاح الدين يوسف المقدسيّ «بلال» وزميله، رحمهما الله تعالى، يومَ
كانا قنّاصَيْن في إحدى بلاد العرب المحتلّة!
قال بلال: كان المطلوب من كلّ واحدٍ منّا أن يُطلق
رصاصةً واحدةً في كلِّ يومٍ، من قنّاصةٍ أمريكيّة على أحد جنود العدوّ، فحسب!
فكنّا أنا وزميلي نقوم بعمليّة الاستطلاع بواسطة «المنظار
المكبّر» طيلةَ النهار، ثم نتفق على إطلاق الرصاصتينِ معاً في الدقيقة ذاتها،
وكنّا لا نستهدف امرأةً مجنّدةً ولا جنديّاً ولا سائق دبّابةٍ أو مصفّحة، إنّما
كنّا نرصد الضبّاط!
قلت له: ولماذا الضبّاط دون بقيّة الجنود؟
قال: لقول الله تعالى: (قاتِلُوا أَئِمَّةَ
الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَا إيْمانَ لهم) [التوبة].
قلت له: القراءةُ المعروفة (لَا أَيْمانَ لهم)؟
قال: هناك قراءةٌ صحيحةٌ بكسر الهمزة، هي قراءة
الشاميّ ابن عامرٍ تَبَعْكُم، من السبعة، وضحكنا.
تابع قائلاً: كنّا نطلق تلك الرصاصة على العدوّ، ثم
نستلقي في الخندق العميق، وربما نُمتُ أنا في مكاني، في الوقت الذي يطلق فيه
العدوُّ آلاف طلقات رشاشات الـ (500) علينا.
وإذا كان الضابطُ المصابُ من العدوِّ كبيراً، ربما حلّقت
الطائراتُ فوقنا، ورمتنا بأطنان القنابل المتفجّرة، ساعةً وساعتين، وربما أكثر،
بينما نحن لم نطلق سوى رصاصتين فحسب، وها نحن سالمون!
أنا لا أقلّل من جهودِ وجهادِ أبطالنا في الأرضِ
المحتلّة أبداً والله !
بيد أنني أرى مُعادلةَ اليوم معكوسة تماماً!
هم يقتلون ويجرحون ويهدمون، ونحن نطلق عليهم مئاتِ
الصواريخِ لإخافتهم!؟
أرجو أن لا يُقالَ لي: هم أدرى بواقعهم ومصلحتهم،
وأعلم بالحرب منك؟!
فأقول: أنا لا أزعم أنني أعرف من أحدٍ بفنون الحربِ،
ولا بفنون السلم!
إنّما المشاهَدُ هو ما ذكرتُه لكم الآن، وهو لا
يُحدِثُ أثراً، ولا يُحقّق في العدوّ ردعاً يُذكَر، وأخشى أن يكون إسرافاً
وإهداراً للسلاحِ أيضاً!
اللهم انصُر الحقّ وأهلَه، واخذُل الباطلَ وأهله.
اللهم آمن أهلَ الأرض المقدسةِ السليبةِ في
أوطانهم، وكفَّ أيديَ الظالمين عنهم!
اللهم وآمنّا في أوطاننا، وكفَّ أيديَ الظالمين
عنّا!
ولا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله العليّ العظيم.
قولوا: آمين آمين!
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق