قَريباً مِن السياسةِ (10):
ماذا عن الانتخاباتِ
التركيّة ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا
فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
منذ شهرٍ وحتى اليوم، وبعضِ الإخوة الأصدقاء
يسألونني عن الموقف الشرعيّ من الانتخابات التركيّة؟
أقول وبالله التوفيق: سأجيب على هذا السؤال الصعب
بفقراتٍ مختصرة جدّاً!
أوّلاً: الأمّة الإسلاميّة واحدة (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) يستوي في ذلك العربيّ والتركيّ والكرديّ والأذريّ
والهنديّ، والإفريقيّ، وسائر الأعراق الأخرى!
لكنّ هذا المعنى ضعُفَ في نفوسِ الناسِ، وغلبت
القوميّة والإقليميّة عليهم؛ لسهولة مخادعة الإعلام المضلِّلِ لعوام الأمة، الذي
يكوّنون (90%) من نسيجها الاجتماعيّ!
تجاهَ هذا؛ يتعيّن عليَّ أن أقول: ليس من حقّنا نحن
اللاجئين والمقيمين أن نتدخّل في شؤون تركيّا الداخليّة بتاتاً، سواءٌ كنّا معجبين
بسياسة الدولةِ التركيّة، أم كنّا منتقدين لها!
ثانياً: لعلّكم أصدقائي الكرام تعرفون رأيي
بالديمقراطيّةِ، فأنا لست ديمقراطيّاً، ولا أؤمن بالديمقراطيّة، إنما أقول:
الديمقراطيّة خير من الانقلابات العسكريّة، وخير من الاستبداد وتوريث السلطة!
ثالثاً: بعيداً عن الانتخاباتِ وعن الوصول إلى
الرئاسةِ أو البرلمان، أنت أخي القارئ عزمتَ على تأسيس شركةٍ اقتصاديّة، في أيّ
نوعٍ من أنواع التجارة، لا بدّ لك من مديرٍ لهذه الشركة، والخيارات بين يديك أسود
أو أبيض، وليس هناك خيارٌ ثالث!
- مدير يحمل درجة البكالوريوس في أيّ تخصّصٍ كان،
هو طاهرٌ، يحافظُ على طهارةِ بدنه وطهارة عرضه وطهارةِ قلبه!
يقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويعتقد بوجوب
الحجّ والعمرة، والجهاد في سبيل الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو
يجيد تلاوة القرآن الكريم ويقرؤه، ويفتتح مراكزَ لتعليمه وتعليم السيرة النبوية،
وتحت إدارته مئات المدارس الدينية الشرعية.
- ومدير آخر أكبرُ همّه أن يرضى عنه الغرب الملحد،
وهو لا يعرف عن الإسلام شيئاً، ولا يفرّق بين قول الله تعالى وقول البشر، ولا
يُعرف عنه أنّه يقيم الصلاةَ أو يؤدي الزكاة، أو يصوم رمضان!
وهو فوق هذا؛ يجاهر بأنه سيغلق المدارس الدينية،
ويغلق مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ويأمر برفع الأذان بغير اللغة العربيّة، ويصرّح
ويجاهر بأنّه علماني!
وفوق هذا كلّه، ففي مذهبه الدينيّ الذي صرّح
بانتمائه إليه؛ مالُ الأمّة كلّه مجهولُ المالك، يحقّ لكلّ فردٍ في الأمة أن
ينهبَه ويسرقه، وليس عليه إثمُ، إنّما عليه أن يتصالح مع المرجع الدينيّ على نسبةٍ
يدفعها إليه؛ ليغدو ما نهبه من مال الأمّة حلالاً له!
فأيَّ المديرين تختار لشركتك؟
أمّا أنا الفقير عداب؛ فأشترط أن يكون رئيس الدولة ملتزماً
بجميع أركان الإيمان وأركان الإسلام، وكذلك في مجلس التشريع «البرلمان» والوزارات،
ولا يجوز أن يكون ثمّةَ علمانيٌّ واحد!
ولا أجوّز أن يكون في الوزارات والبلديات والدوائر
الحكوميّة تاركُ صلاةٍ واحدٍ؛ لأنّ تارك الصلاة غير مؤتمن على دينه، فكيف آمنه على
أديان الناس وأوطانهم، وأموالهم ودمائهم وأعراضهم؟
هذا ما لديّ في هذا الشأن، ونحن ضيوف على تركيّا،
لا نتدخّل في شؤونها الداخليّة كلّها.
إنما نسأل الله تعالى أن ينصرَ الحقَّ وأهلَه، وأن
يخذلَ الباطل وأهلَه، وأن يختار لتركيّا الخير والعدلَ والسعادة.
قولوا: آمين آمين!
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق