مَسائل حديثية (27):
حديث رَزيّة الخميسِ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
قرأت لأحد الإخوةِ الأحبابِ تعليقةً يقول فيها: «ليس
كلّ حديثٍ صحيحٍ متواتراً، بالتواتر يشترط معرفةَ جميع الناس، بجميع الطبقات.
وهذا الحديث - رَزيّة الخميس - لا يعرفه أحد في
الأجيال السابقة، حتى منتصف القرن الثالث الهجريّ (فلان عن فلان) فإنّ حديثَ رزيّة
الخميس حديثُ آحادٍ ضعيفٌ، ولا يمكن أن يكون صحيحاً، فضلاً عن أن يكون متواتراً»
انتهى.
أقول وبالله التوفيق:
في هذا الكلام نظر من وجوه شتّى:
الوجه الأوّل: أنّ التواتر نوعٌ، تحته جنسان:
التواتر الضروري، والتواتر الاستدلاليّ.
أمّا التواتر الضروريّ: فيحمل الخبرَ الذي إذا سمعه
المسلم، عالماً أم عاميّاً؛ أيقن بصحّته، كما قال الأخ الكاتب.
وأمّا التواتر الاستدلاليّ: فهو التواتُر الذي
تقتصر معرفته على أهل الاختصاص من العلماء.
الوجه الثاني: لا يُشتَرطُ لقَبولِ الخبر أن يكون
متواتراً، لا عند أهل السنّةِ ولا عند الزيدية ولا عند الإماميّة ولا عند
الإباضيّة، إنما يَشترطون لقَبول الخبر أن يكون صحيحاً، إذا لم يكن في أمّهات
الاعتقادات.
وحديثُ رزيّةِ الخميس خبرٌ تاريخيّ، لا يُشتَرط لقَبوله
أكثرَ من كونه صحيحاً؛ لأنه يحمل حدثاً تاريخيّاً صدَر عن بعضِ الصحابةِ مثلُه
وأشدّ منه.
الوجه الثالث: هل صحيح أنّ خبر رزيّة الخميس لا
يعرفه أحدٌ من الناس، إلا في منتصف القرن الثالث الهجريّ؟
لو سألنا كاتبَ التعليقةِ: عمّن أخذتَ العلمَ؟
سيقولُ عن شيخي أبي الحسن الخوئيّ.
وشيخُك عمّن أخَذَ العلم؟
سيقول عن شيخِه فلان!
وفلانٌ عمّن أخّ العلمَ؟
سيقول عن شيخه فلان!
فهؤلاء الشيوخ الذين يوقن الكاتبُ أنّ أحدهم أخذَ
العلم عن الآخر؛ استغرقت حياتُهم قرنين من الزمان تقريباً، ونحن قد لا نعرف هذا
الخبرَ إلّا من جهة الكاتب.
فهل نَقبَلُ كلامَه أو نرفضُه؟
الجواب: إذا كان الكاتب عندنا ثقةً صادقاً؛ قبلنا
كلامَه، لأننا إذا رفضنا كلامَه؛ كذّبناه، ونحن سبقَ أن أقررنا بأنّه ثقة!
وحديث رزيّة الخميس أخرجه جمعٌ غفير من المحدثين،
منهم: عبدالرزاق الصنعاني في مصنّفه (5: 438) والنسائيّ في السنن الكبرى (5: 316)
و(7: 63) وأبو عوانة في مستخرجه (12: 589) وابن حبان في صحيحه (14: 562)
واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (2443) وغيرهم.
لكنني سأحصي عددَ الرواةِ في كلّ طبقةٍ، من ثلاثة
مصادر فحسب، تخفيفاً على القارئ الكريم، وتوضيحاً للأخ الكاتب، حتى لا يتسرّع فيضعّف
ما لا يروق له بعقله، بعيداً عن القواعد العلميّة للتصحيح والتضعيف، فيأثم!
قال الإمام أحمد (241 هـ) في مسنده (1834): حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بن عيينة (196 هـ ) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ المكي (120 -
130 هـ) سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ (94 هـ) يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (68
هـ): يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ.
وقال الإمام أحمد في مسنده (2544): حَدَّثَنَا
حَسَنٌ بن موسى الأشيب (209 هـ) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بن عبدالرحمن المؤدّب (164
هـ) عَنْ لَيْثِ بن أبي سليم (148 هـ) عَنْ طَاوُسٍ (106 هـ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (68
هـ) أَنَّهُ قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وقال الإمام أحمد في مسنده
(2835): حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بن حازمٍ (206 هـ) حَدَّثَنَا أَبِي (170
هـ) قَالَ سَمِعْتُ يُونُسَ بن يزيد النجّاد (159 هـ) يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ
(124 هـ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (98 هـ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (68
هـ) قَالَ لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْوَفَاةُ.
وقال الإمام أحمد في مسنده (2945): حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ بن همام (211 هـ) حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ بن راشد (154 هـ) عَنِ
الزُّهْرِيِّ (124 هـ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (98 هـ) عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (68 هـ) قَالَ لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الإمام أحمد في مسنده (3165): حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ بن الجراح (196 هـ) حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ (159 هـ) عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ (112 هـ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (94 هـ) عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ (68 هـ) قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ.
وقال البخاريّ (256 هـ) في صحيحه (114) حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الجعفي (237 هـ) قَالَ: حَدَّثَنِي عبدالله بْنُ وَهْبٍ (197
هـ) قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بن يزيد النجّاد (159 هـ) عَنْ ابْنِ شِهَابٍ (124
هـ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (98 هـ) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (68
هـ) قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَجَعُهُ.
وقال البخاريّ في صحيحه (3053) حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ بن عُقبة (215 هـ)حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ (196 هـ) عَنْ
سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ (120 - 130 هـ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (94 هـ)عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ (68 هـ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ يَوْمُ الْخَمِيسِ
وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ
اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ يَوْمَ
الْخَمِيسِ.
وقال البخاريّ في صحيحه (3168) حَدَّثَنَا
مُحَمَّدٌ بن سلّام البيكنديّ (227 هـ): حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ (196 هـ) عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلِ (120 - 130 هـ) سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ (94
هـ)سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ (68 هـ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ يَوْمُ
الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ.
وقال البخاريّ في صحيحه (4431) حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بن سعيد (240 هـ) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة (196 هـ)عَنْ
سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ (120 - 130 هـ) عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (94 هـ) قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (68 هـ) يَوْمُ
الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ.
وقال البخاريّ في صحيحه (5669) حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى التميميّ (220 هـ) حَدَّثَنَا هِشَامُ بن يوسف الأبناويّ
(197 هـ) عَنْ مَعْمَرٍ بن راشد (154 هـ).
وقال البخاريّ في صحيحه (5669) وحَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجعفيّ (229 هـ) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بن همّام
(211 هـ): أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (154 هـ) عَنْ الزُّهْرِيِّ (124 هـ) عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (98 هـ) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (68 هـ) رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا
تَضِلُّوا بَعْدَهُ.
فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ
حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا مِنْهُمْ
مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ
عُمَرُ!
فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالِاخْتِلَافَ
عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:قُومُوا!
قَالَ:عُبَيْدُاللهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ
يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ
مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ».
وقال البخاريّ في صحيحه (7366) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُوسَى التميميّ (220 هـ) أَخْبَرَنَا هِشَامٌ بن يوسف الأبناويّ (197 هـ) عَنْ
مَعْمَر بن راشد (154 هـ) عَنْ الزُّهْرِيِّ (124 هـ) عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ (98 هـ) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (68 هـ) قَالَ لَمَّا حُضِرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال الإمام مسلم في صحيحه (1637) حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (227 هـ) وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (240 هـ) وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (235 هـ) وَعَمْرٌو بن محمد النَّاقِدُ (232 هـ) - وَاللَّفْظُ
لِسَعِيدٍ - قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة (196 هـ) عَنْ سُلَيْمَانَ
الْأَحْوَلِ (120 - 130 هـ) عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ (94 هـ) قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (68 هـ): يَوْمُ الْخَمِيسِ
وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ.
قال عداب عفا الله عنه بفضله:
الطبقة الأولى هي طبقة البخاري (256 هـ) ومسلم (261
هـ) من طبقة واحدة، فهما مشتركان في أكثر شيوخهما، وأحمد نفسه من شيوخهما.
وقد رواه مع البخاري ومسلم، ومن طبقتهما:
زكريا بن يحيى، عند النسائيّ في الكبرى (5821).
ومحمد بن عبدالله بن المبارك، عند النسائيّ في
الكبرى (5826).
ومحمد بن منصور، عند النسائيّ في الكبرى (5823).
وبكار بن قتيبة البكراوي، عند أبي عوانة في مستخرجه
(6198).
ومحمد بن يحيى الذهلي، عند أبي عوانة في مستخرجه (6193).
ويونس بن عبدالأعلى، عند أبي عوانة في مستخرجه (6196).
أما مَن وفياتهم بين (230 - 250 هـ) من طبقة
شيوخهم، فهم:
أحمد ابن حنبل (241 هـ).
وأبو بكر بن أبي شيبة (235 هـ).
وعمرو بن محمد الناقد (232 هـ).
وقتيبة بن سعيد (240 هـ)
ويحيى بن سليمان الجعفيّ (237 هـ).
فهؤلاء خمسة من شيوخ البخاري ومسلم يعرفون الحديث،
وهم طبقة واحدة!
وأما مَن كانت وفياتهم بين (215 - 230 هـ) فهم:
إبراهيم بن موسى التميميّ (220 هـ).
وسعيد بن منصور (227 هـ).
وعبدالله بن محمد الجعفي (229 هـ).
وقبيصة بن عقبة (215 هـ).
ومحمد بن سلام البيكنديّ (227 هـ).
وهؤلاء خمسة من طبقة كبار شيوخ البخاري ومسلم أيضاً.
فصار لدينا في نصف قرن عشرة شيوخ يعرفون هذا
الحديث، وليس كما قال الكاتب، لا يعرفه أحد قبل منتصف القرن الثالث الهجريّ.
فإذا جئنا إلى الطبقة الثالثة، طبقة شيوخ الإمام
أحمد، وشيوخ شيوخِ الشيخين؛ وجدنا:
حسن بن موسى الأشيب (209 هـ).
وسفيان بن عيينة (196 هـ).
وعبدالرزاق بن همام (211 هـ).
وعبدالله بن وهب (197 هـ).
وهشام بن يوسف (197 هـ)
ووكيع بن الجراح (196 هـ).
ووهب بن جرير (206 هـ)
فهؤلاء سبعة ثقاتٍ، رووا هذا الحديث وعلموا به في
أقلّ من عشرين سنة!
وأمّا الطبقة الرابعة؛ فوجدنا فيها خمسة رواة ثقاتٍ،
هم:
جرير بن حازم (170 هـ).
شيبان بن عبدالرحمن (164 هـ).
مالك بن مِغْوَلٍ (159 هـ).
معمر بن راشد (154 هـ).
ويونس بن يزيد (159 هـ).
أمّا الطبقة الخامسة؛ فوجدنا فيها:
سليمان بن
أبي مسلمٍ الأحول (130 هـ).
وليث بن أبي سليم (148 هـ).
ومحمد بن مسلم الزهريّ (124 هـ).
أمّا طبقة الرواة عن ابن عبّاس، وهي الطبقة
الأخيرة؛ فوجدنا فيها:
سعيد بن جبير الشهيد (94 هـ).
وطاوس بن كيسان (106 هـ).
وعبيدالله بن عبدالله المسعودي (98 هـ).
فالحديث مستفيضٌ أو مشهور عن ابن عبّاسٍ، رواه عنه
ثلاثة من ثقات أصحابه، ورواه عنهم في حدود هذه الكتب الثلاثة فحسب، ثلاثة أيضاً،
ثم اشتُهر أكثر بعد ذلك.
فكيف يمكن لرجل مسلمٍ يخاف الله تعالى، ويعلم أنّه
سيحاسب يوم القيامة على كلّ كلمة يقولها؛ أن يقول: هذا حديث ضعيف؛ لأنه لم يوافق
هواه؟
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى
آله وصحبه وسلّم تسليماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق