قَريباً من السياسة (26):
أوكرانيا والغَرْبُ!
أوْسَعتُهم شتماً، وفازوا بالإبل!؟
بسم اللهِ الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا،
وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
أحزنُ على الشعبِ
الأوكرانيّ!
وأحزن على الشعب الروسيّ!
شَعبٌ سِلافيٌّ واحدٌ في
دَولَتين!؟
أحزن على شعوبِ الأرضِ
جميعِها؛ لأنها قِطعانٌ بشريّةٌ، تتحكّم في مصائرِها نُخبةٌ شيطانيّة ذكيّة!
ما أقسى أنْ تتصارعَ
الدولُ الكبرى على حطامِ الدنيا، وخَشاشِ الأرض، كما تتخاصَمُ الوحوشُ المفترسةُ
على جيفةٍ نتنةٍ، أو فريسةٍ ضعيفة!
إنّ الصين وأمريكا وروسيا وكوريا والاتّحادُ الأوربيّ المُتْرَف، جميعُها تتصارعُ على الكلأ، وتتنافسُ على العلوّ في الأرض، ولم نرَ دولةً منها تُصارعُ غيرَها على المبادئ السامية والقِيَم!
إنّ الإعلامَ الغَربيَّ،
ظلّ يحرّض وينفخ ويُطمئِنُ، حتى قام الطاغيةُ «بوتين» بغزو أوكرانيا وتحطيم
كيانها، ومَسْحِ كرامتها بالأرض!
لو كانت أمريكا مناهضةً
لروسيا مناهضةً حقيقيّة في مَقاصدها، هل كان من المَنطق العسكريّ أو السياسيّ، أو
الإنسانيّ؛ أن يصرّح طاغيتها «بايدن» بأنّه لن يرسل جنوداً تقاتلُ الروسَ في
أوكرانيا، إذ لا مصلحةَ للشعب الأمريكيّ، في نشوبِ حربٍ مع روسيا؟ لماذا نفختم أوكرانيا، ومنّيتموها، وأغريتموها بالباطل؟
نحن نتألّم لألم الضعفاءِ
والمستضعفين، وهذه فطرةٌ إنسانيّة محمودة، وإنّ كنّا لا يعنينا انتصارُ الروسِ على
الغرب، أو انتصارُ الغربِ على الروس، في قليلٍ ولا كثير!
إنّ مخاوفَ أمريكا في
الستيناتِ، كانت مشروعةً لدى العالم الغربيّ، عندما نصبت روسيا صواريَخها النووية
في «كوبا»
وقامت الدنيا يومها ولم تقعد، وأنا أتذكّر ذلك جيّداً.
لماذا مخاوفُ روسيا
ليست مشروعةً إذن، وأسلحةُ أمريكا الاستراتيجيّة على أبواب بيتها؟
لماذا كان غزو
أوكرانيا عداءاً للإنسانيّة، واعتداءاً على حقوق الإنسان، بينما غزو العراق
وأفغانستان واليمن وسوريا وليبيا كان انتصاراً للإنساية والحرية وحقوق الإنسان؟
لماذا يرى الغربُ والشرقُ
الفتوحاتِ الإسلاميةَ غزواً وحشيّاً همجيّاً، واعتداءاً على الشعوب، بينما يرون قتلَهم
الملايين، وتخريبَهم المدن والبلدان والحضاراتِ مدنيّةً وتحضّراً وديمقراطيّة؟
مع أنّ الفتوحاتِ
الإسلاميةَ أخرجت الناسَ من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ظلمِ الطغاةِ إلى عدل
الإسلامِ، ومن الفَسادِ الأخلاقيّ إلى طهارة وسلامةِ الأعراض والأنساب، ومن
النجاسة والقذارةِ إلى النظافة والطهارة وطيب رائحة الإنسان؟
لستُ من السذاجةِ بحيث
أناشدُ حكّامنا العربَ بأن لا يثقوا بأمريكا والغرب، ولا يُتابعوهم في قذارتهم
الحسيّة والعَقدية والأخلاقيّة؛ لأنهم أتباعٌ عملاءُ صغار، ربما يَستطيبون قذارَة
الغَرب، ويستقذرون طهارةَ الإسلام!
إنّما أخاطبَ الوعيَ العربيَّ المسلمَ بأن يصحو من سكرته النتنة، وينتبه من غفلته الساذجة، فليس لدى
الشرقِ والغربِ أدنى شيءٍ من سعادةِ العقل والفكر والقلب والروح، يعطينا إيّاه،
مقابل استعبادنا وتبعيّتنا له!
إنما حالُنا عبوديّته المقنّعة، مضافاً إليها دفعُ الجزيةِ والإتاوات الدائمة، وخضوع الأذلّاء!
اللهم انصُر
الحقَّ وأهلَه، وأذلَّ الباطلَ وأهله، واجعلنا من الناصرين لحقّ الإسلام، وأمان المسلمين!
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى اللهُ على
سيّدنا محمّد بن عبداللهِ، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق