قريبا من السياسة (١4):
هل تؤيّدُ عودةَ حزبِ البعثِ إلى حكم العراق!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا،
وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين).
من أغرب الأسئلةِ التي
جاءتني في هذه الأيام، هذا السؤال: بصفتك كنتَ قريباً من الرئيس صدام حسين، وكنت
شاهداً ومشاركاً في الحملة الإيمانية؛ فهل تؤيّد عودة حزب البعث إلى حكم العراق؟!
أقول وبالله التوفيق:
إنّ الرئيسَ صدّام حسين رحمه
الله تعالى، الذي عرفته منذ بداية عام (1992م) هو غير صدّام حسين الذي كنتُ أكفّره
قبل عام (1990م).
إنّ حزب البعث العراقيّ
المسلم، الذي عرفته منذ بدايات عام (1992م) هو غير حزب البعث السوريّ العلمانيّ،
الذي عرفته قبل عام (1990م).
إنّ عشر سنواتٍ كاملةً من
السير الحثيث في ركب الحملةِ الإيمانيّة، التي أعادت حزبَ البعث العراقيّ، ومعه
الشعب العراقيّ إلى الإسلام «خطوة خطوة» أو «حبّة حبّة» كما هو تعبير السيد
الرئيس صدّام؛ لا ينكرُ آثارَها على المجتمع العراقيّ، إلا مكابر حاقد لئيم!
فإذا قدّر الله تعالى لهذا
الحزب، بهذه الصفات التي تركته عليها في صيف عام (2002م) فأهلاً وسهلاً ومرحباً
بعودة حزب البعث العربيّ المسلم المؤمن.
حزبُ البعث العراقيّ؛
مرجعيته الإسلام، ومذهبه شبه الرسميّ هو المذهب الحنفيّ.
وليس في المذهب الحنفيّ،
ولا في مذاهب أهل السنّة كلّها؛ فتوى مدمّرةٌ حقيرة، تشجّع على نهبِ مال الأمّة،
تحت شعار «مال
الدولة مجهول المالك».
وما على عملاءِ أمريكا
الذين جعلتهم حكاماً على العراق، إذا هم تقاسموا عوائدَ الثروات والموارد الطبيعيّة
في العراق، سوى أن يُراجعوا الحاكم الشرعيّ، الذي يزعم كذباً وزوراً أنه نائب
الإمام المهديّ، الذي لم يخلقه الله تعالى أصلاً.
فإذا ما راجعه «شلّةُ
الحراميّة العملاءُ» صالحهم على أداء الخمس إليه، وأجاز لهم باطلاً أربعةَ أخماس مال
الأمةِ، الذي نهبوه وحازوه.
وشواهد ذلك ظاهرةٌ،
ليس في العراق فحسب، بل وفي سوريّا ولبنان، ولا أعرف عن اليمن شيئاً.
إنّ ديناً يجوّز
لسدنته نهبَ مال الأمّةِ، وإفقار شعوبها، وانعدام أمنها، تحت ذريعة باطلةٍ من
أساسها؛ لهو دين باطلٌ، بعيدٌ عن الله تعالى، بعيدٌ عن الرسول صلّى الله عليه وآله
وسلّم، بعيد عن فقه آل البيتِ، بعيدٌ عن الإنسانية، بعيدٌ عن الذوق والأخلاق
والسلوك الحميد.
أنا أتمنّى أن يحكمَ
العراقَ وسائرَ بلادِ المسلمينَ العلماءُ الربّانيون، لو أمكن ذلك!
لكنّ العلماء وللأسف،
لم يكونوا يوماً أهلاً لحكم قريةٍ من قرى المسلمين، وقد درج جماهيرهم على مدار
تاريخ الإسلام، أن يكونوا أدواتٍ طيّعةً في أيدي الطغاةِ من الحكّام.
وإذ إنّ حزب البعث
العراقيّ، لا يزال لديه قوّة عسكريّة وسياسيّةٌ تعينه على الحكم وحماية الشعب؛
فأهلا وسهلاً بعودته، سالماً من الأحقاد والانتقام والثارات!
اللهم إلّا رؤوسَ
الضلال، الذين قتلوا مئاتِ الآلافِ، وسجنوا الأحرار، واغتصبوا الحرائر، وشرّدوا
المسلمين من ديارهم، ونهبوا مال الأمة وثرواتها!
فإن هم قدَروا عليهم،
وعلى نوّاب المهديّ الموهومِ أيضاً؛ فليحاكموهم محاكماتٍ شرعيّةً عادلةً، وليستردّوا منهم
أموالَ الأمّة التي نهبوها، ثمّ لينفّذوا فيهم الأحكام الشرعيّة الصادرة في حقّهم،
حتى لو كان منها إقامةُ حدود الله تعالى عليهم، داخل العراق، وفي أيّ مكانٍ يأوون
إليه، فلا حرج عليهم في شيءٍ من ذلك أبداً، ما دام ضمن إطار الفقه الإسلاميّ
الجليل!
والله تعالى أعلم.
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحمد لله على كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق