قَريباً مِن السِياسَةِ (6):
نَحنُ مَع فِلسطينَ الحبيبةِ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ،
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
أعجبني كثيراً قولُ أحدِهم: نَحنُ مع حركاتِ المقاومةِ
الفلسطينيّة على الحقِّ والباطلِ، سواءً بسواء!
وحاشا لله تعالى أن نكونَ مع الباطلِ قولاً أو فعلاً أو إقراراً،
ولو لحظةً واحدة!
إنما المقصودُ أنّ ما يراه الصهاينةُ اليهود، والصهاينة
الأمريكان والغربيون، وما يراه صهاينةُ العربِ باطلاً؛ هو عندنا حقّ، ونحن معه على
طول الخطّ!
إذا ردّت الفصائل المسلّحة على انتهاكات الصهاينة؛ فهي على حقّ!
وإذا خطفت الفصائل المسلحة جنوداً، أو مدنيين صهاينة؛ فهي على
حقّ!
وإذا اغتالت الفصائل المسلّحة رجالاً في الجيش الصهيونيّ، أو
أجهزة الأمن الصهيونية؛ فهي على حقّ!
وإذا ابتدأت الفصائل المسلّحة الهجوم على الصهاينة بالصواريخ
والطائرات المسيّرة؛ فهي على حقّ!
وإذا اعترضت سفنهم، وصادرت محتوياتها، أو أحرقتها؛ فهي على حقّ!
لأنّ الصهاينة مغتصبون الأرض المقدّسة عند المسلمين، والمسلمون
معها في حالة حرب!
وجميع المسلمين في العالم آثمون، حتى يستعيدوا فلسطين من أيدي
اليهود وأعوانهم، مهما طال الزمان، وعظمت التضحيات!
نحن المسلمين؛ لا نعترف بالكياناتِ التي صنعها أعداء الإسلام،
ولا بالقرارات التي تصدر عنها، وعن دولِ الاستكبار العالميّ، في الشرق أو الغرب،
فجميع هؤلاء وهؤلاء أعداءٌ للإسلام والمسلمين.
ونحن لا نعترف بالسلطات الحاكمة، التي وظّفها الاسكتبار
العالميّ؛ لتنفّذ برامجه، وتخدم مصالحه في بلاد العرب المسلمين.
نحن نعيشُ حياةَ اضطرار، لا حياةَ اختيار، وخضوعُنا لهذه
الأنظمة المجرمة الفاسدة أو تلك؛ أثرٌ من آثار هذا الاضطرار!
فإذا نحن تمكّنا من التصرّف بعيداً عن إذن أولئك المجرمين
السفلة الذين يتسلطون علينا؛ فهذا واجبٌ شرعيّ، وليس جائزاً فحسب!
شريطةَ أنْ لا يكون تصرّفُنا هذا مضرّاً بأبناء أمّتنا الخاضعين
إلى سلطان أولئك الطغاة المجرمين بقوة الحديد والنار.
والطاغيةُ الذي يقتل مسلماً واحداً ظلماً؛ يجب عليه أن يمكّن من نفسه للقصاص فإن لم
يَفعلْ، وكان قَتلُه المسلمَ ظلماً ثابتاً بالوسائل المعتدّ بها شرعاً؛ فلوليّ دم المسلمِ
المقتول المظلومِ؛ الاقتصاصُ منه متى تمكّن، وعلى المسلمين القادرينَ معاونته على
ذلك، ما لم يَعُدْ هذا بالضرر البالغ على المسلمين، الذين يخضعون إلى ذلك السلطان
المجرم القاتل.
وهذا الحكم يسري أوّلَ ما يسري على جميع مَن حَمل السلاح من
الصهاينةِ، رجالاً أم نساءً، صغاراً أم كباراً، كانوا بملابس عسكريّة، أم كانوا بمظهر
المدنيين!
على الصهاينةِ رجالاً ونساءً وأطفالاً؛ أن يعودوا إلى البلدان
التي يحملون جنسيّتها!
فتلك هي بلادهم، وليس لهم في أرض فلسطين المقدّسةَ شبرٌ من أرض!
ومَن يَلُمِ المجاهدَ صاحبَ الحقّ في سعيه لاستعادةِ أرضه،
وحصوله على حقّه، بأي وسيلةٍ كانت؛ فهو المجرم، وهو الإرهابيّ، وهو المنتهك لحقوق
الإنسان، ولسيادةِ الشعوب على أراضيها.
نحن لم نذهب إلى أوربّا، ولم نَقْتُلْ رجالها ونساءها، إنما
أوربّا هي التي احتلّت أراضينا وقتلت رجالنا، واغتصبت من نسائنا، وكذلك أمريكا،
والصهاينة!
فالإرهابُ ألصق أوصاف أولئك المستكبرين المجرمين، وليس وصفاً
لنا!
وتقبيحُ أعمال المسلمين ضدّ الغرب؛ هو من الإرهاب الممنهج
الدالِّ على أنهم ما يزالون بالعقليّة الاستكباريّة المجرمة القاتلة ذاتها!
ليخرجوا من أراضينا، ليبتعدوا عنّا، فليس لهم في ديارنا أيّ
مصلحةٍ لم نقرّر نحن جواز وجودها في بلادنا!
عليهم أن يبتعدوا عن ديار الإسلام، وأن يجنحوا إلى السلام،
وإلّا فإنّ أحكام الله تعالى واضحة أمامنا، ولا يستطيع أي عميلٍ وسخٍ أن يغيّر من
دلالاتها، أو يقيّدها بهواه، إرضاءً لسادته المحتلين الغاصبين!
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ
الدِّينُ للهِ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
(193) [البقرة].
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ
وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ
غَيْظَ قُلُوبِهِمْ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(15) [التوبة].
واللهُ تعالَى أعلَمُ
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق