قَريباً مِن السِياسَةِ (5):
فِلسطينُ والانتفاضةُ الجديدةُ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ،
وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
قالوا، وقالوا، وقيل:
ليس مستبعداً أنّ ما يجري في القدسِ؛ افتعالٌ سياسيّ من أيّ جهة من الجهات الفلسطينية، أو أكثر من جهة!
وليس مستبعداً أنّ ما يجري في القدسِ؛ تحريكٌ أمريكيّ، وغير
أمريكيّ؛ لأنّ نظرية «بايدن» والاتّحاد الأوربيّ؛ هي حلّ الدولتين، وليس صفقة
القرن!
وليس مستبعداً أنّ ما يجري في القدسِ؛ هو لفتُ نظرٌ من
دهاقنة السياسةِ الصهيونية؛ لتوحيد «الصهيونية» المسيحية حول «نتنياهو» الذي يريد
إبقاءَ الوضع الفلسطيني الصهيونيّ في حركةِ صراعٍ دائم؛ لأنّ شعورَ اليهوديّ
بالخطر؛ هو الذي يوجّه اهتمامَه نحو التوحّد، والابتعاد عن الصراع والنزاع
الداخليّ.
قد يكون ذلك كله صحيحاً، وأنّ المسألة ذاتُ بعدٍ وَظيفيّ، وليست
انتفاضةَ شعبٍ يريد انتزاعَ حقوقه المشروعة في الحريّة والاستقلال!
بيد أنّ الأصحَّ من هذا كلّه؛ أنّ فلسطين بلدٌ مسلمٌ مقدّس، لم
تُذكر في القرآن العظيم أيّ أرضٍ بأنها مقدّسةٌ، سوى أرض فلسطين!
فمهما كان مَقصَدُ الموجّهين لهذا الحراكِ؛ فإنّ فلسطينَ – كلَّ فلسطين – يجب على المسلمين
استعادتُها، وتطهيرها، وتنميتها، وتجميلها، وتعظيمها، مثل الحرمين الشريفين
تماماً.
وكما أنّ الصهيونية اليهودية والصهيونيةَ المسيحيّة يستغلون
الأحداثَ، ويحاولون توظيفَها في صالحهم؛ فكذلك على المسلمين أن يوظّفوا هبّةَ «المقدسيين»
في سبيل إبقاءَ القضية الفلسطينية حيّةً متوهّجةً في نفوس المسلمين وقلوبهم وعقولهم!
إننا لا نرضى بالوجودِ الصهيونيّ العنصريّ في فلسطين!
إننا لا نرضى بالوجود اليهوديّ المقدس في فلسطين!
إننا لا نرضى بوجودِ كيانٍ سياسيّ صهيونيّ عنصريٍّ في
فلسطين!
إننا لا نرضى بوجود كيانٍ علمانيّ في فلسطين، وفي الحجاز،
وفي أيّ مكانٍ من أرضٍ الإسلام!
إننا نطالبُ ونسعى إلى «دولةٍ مدنيّة» يحكمها الإسلام، ولا
يكون في دستورها ولا في قوانينها مادّةُ واحدةٌ مستقاةً من غيرِ عقيدةِ الإسلام
وشريعته.
إننا نريد فلسطينَ – كما نريد الحجاز – دولةً مقدسةً
مطهّرةً، لا مكان فيها للملاحدة والعلمانيين، والمتفلتين من أحكامِ الإسلام، وقيم
الإسلامِ، وأخلاق الإسلام!
إننا نريد فلسطين ساميةً فوقَ السفور والفجور والخمور
وحانات القمار!
إنّ أهلَ فلسطين اليومَ؛ هم أحفادُ الصحابة الفاتحين، ومنهم أحفاد مسلمين، جاءوا من شتى
أصقاع الأرض، مجاورين في الأرضِ المقدّسة، ملتمسين بركةَ الله تعالى فيها!
فمتى خالفوا قدسيّةَ فلسطين، وعملوا بالفواحش والسلوكيات
الدنسة؛ يجب أن يخرجوا منها إلى البلاد التي تسمح بوجود شركٍ وإلحادٍ وعلمانية
وفسوق!
هذا ما نريده نحن، وهذا ما نسعى إليه، وسنظلّ نسعى إليه؛
حتى نعيدَ إلى أرض الحرمين الشريفين وفلسطين قدسيّتها وطهارتها، فلا يَرى المقيمُ
فيها والحاجُّ إليها ما يتنافى مع هذه القدسيّة بتاتاً!
فلا مكان فيها لملحدٍ ولا لمشركٍ ولا لطبيعيٍّ ولا لعاهرٍ ولا
لخمّير سكير!
صحيحٌ أنّ هذا مطلوبٌ في جميع بلادِ الإسلام، لكنّ خصوصيّةَ
الأرض المقدسةَ والحجازِ الشريفِ؛ لا يماري فيها مسلمان!
فيتعيّن على الحكوماتِ التي تحكم بلادَ العربِ بالحديدِ
النار!
وعلى المنظمات والهيئات والأحزابِ في بلاد العربِ؛ أن تدعم
صمودَ أهلنا في بيت المقدس وفي غزّةَ وسائر ربوع فلسطين!
وإلا فإنني أحذّر أولئك «الأتباع العبيد» من أنّهم سيكون
حجارةً دنسةً محترقةً في أتون الثورة الجارفةِ التي ستطيح بهم وبسادتهم الصهاينة
اليهود والصهاينة المسيحيين والصهاينة العرب، وهم أحقرُ أصناف الصهيانة الثلاثة!
واللهُ تعالَى أعلَمُ
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق