مَسائِلُ مِن الفِقْهِ والأُصولِ (20):
تَكبيراتُ العيدين؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب إليّ أحدُ الإخوةِ من الجزائر يقول: «درجنا في
الجزائر أن نكبّرَ صباحَ العيد جماعةً بهذه الصيغة: (سبحان الله والحمد لله ولا
إله إلّا الله.. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. لا حول ولا قوّةَ إلّا بالله)
وهكذا إلى أن نقوم إلى الصلاة.
في هذا العام جاءنا إمام، زعم أنّ السنّة في صيغة
التكبير؛ كما في بلاد الحرمين.
أفيدونا بما صحّ في هذه المسألة، ولكم الأجر» انتهى
كلامه.
أقول وبالله التوفيق:
قال الله تبارك وتعالى:
(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ، وَلَا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ، وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ، وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا
هَدَاكُمْ، وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا،
وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ.
كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ، لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِين).
الآيةُ الكريمة الأولى تتحدّث عن تكبيراتِ ليلةِ
عيدِ الفطرِ.
والآية الثانية تتحدّث عن تكبيرات عيد الأضحى
وأيّام التشريق.
ولا يخفى على طلبةِ العلمِ؛ أنّ العلماءَ من
الصحابةِ فمن بعدهم؛ اختلفوا في عدد تكبيراتِ خطبةِ العيدِ، واختلفوا في عدد تكبيراتِ
صلاة العيد، مع اتّفاق جميعهم على أنّ صيغة التكبير واحدة (الله أكبر).
وإذْ إنّ الأمّة مذهبيّةٌ ضرورةً؛ فلست في حاجةٍ
إلى عرضِ مذاهب العلماءِ فيما تقدّم، ولا في ترجيح بعضها على بعض.
وَقَدْ ذَكَرَ الإمامُ الْعَيْنِيُّ في كتابه «البُنايةُ
في شرح كتاب الهداية» (2: 867) تِسْعَةَ عَشَرَ قَوْلاً فِي عَدَدِ التَّكْبِيرَاتِ
الزَّوَائِدِ، وَقَال: «الاِخْتِلاَفُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ كُلّ ذَلِكَ فَعَلَهُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأْحْوَال
الْمُخْتَلِفَةِ، بمعنى أَنَّ كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ رَوَى قَوْلَهُ عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكُل وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ رَوَى قَوْلَهُ عَنْ صَحَابِيٍّ».
وإذْ لا توقيفَ في ذلك عن الرسولِ صلّى الله عليه
وآله وسلّم؛ فلا أحبُّ للمسلمِ أن يخالِفَ أهل بلدِه فيما اختاروه من صيغٍ للتكبيرات
المسنونةِ أو المندوبة، قبلَ صلاةِ العيد.
ففي الجزائر يقولون:
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله.. الله
أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. لا حول ولا قوّةَ إلّا بالله) فليقلِ الجزائريُّ
مثلَ ما يقوله قومُه في الجزائر.
وفي سوريا يقولون:
(الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا
الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
اللهُ أكبرُ كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان
الله وبحمده بكرةً وأصيلاً، وتعالى الله جبّاراً قديراً، وصلّى الله على سيدنا
محمد، وعلى آلِه وسلَّم تسليماً كثيراً).
فلا حَرَجَ عليك - أخي المسلم - أنْ تُكبّرَ بأيّ
صيغةٍ ما دام (اللهُ أكبر) موجوداً فيها.
بيد أنني لا أحبُّ الخلافَ في المندوباتِ،
وأفضّل أن تلتزم بالصيغةِ التي يُكبّر بها المسجدُ أو الموضعُ الذي تصلّي
العيدَ فيه.
والله تعالى أعلم.
والحمدُ لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق