الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

 فَضائِلُ الصَحابَةِ رضي الله عنهم:

من فضائل أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه.

بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرَحيمِ

(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ؛ رَضِيَ اللهُ  عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) [التوبة].

(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا، وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8).

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ؛ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ - وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ - وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ؛ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) [الحشر].

أمّا بعد: كتب أخونا الزميل الفاضل الأستاذ الدكتور سالم أحمد سلامة الغَزيّ ، حفظه الله تعالى وأهلَ غزّةَ أجمعين، رسالته للحصول على درجة الماجستير، من كلية الشريعة بجامعة أمّ القرى (1981م) بعنوان «الآياتُ والأحاديث الواردةُ في شأن أبي بكرٍ الصديق».

وقد جاءت رسالته في (512) صفحة، تناول فيها شخصيّة أبي بكرٍ وفضائله، وأرّخ لحياته من يوم ولادته، إلى يوم وفاته، وسأفيد من هذه الرسالةِ في هذا المنشورِ، مع عزو ما أفيده إليها.

قال الزميل الفاضل الدكتور سالم سلامة في التمهيد لرسالته (ص: ك): «وليس فيما انحدر إلينا من الروايات عن حياة الصدّيق الأولى، ما يساعد على التعرّف إلى شخصيّته في مرحلة طفولته حتى صباه، فما يُروى عن طفولته وصباه؛ لا غناء فيه، وما يُروى عن أبيه وأمّه؛ ذكر اسميهما ونسبيهما، وذكر ما كان منهما بعدما أصبح أبو بكر رجلاً من كبار المسلمين، له في حياة والديه أثر، وليس لهما أثر في حياته».

وسأختار خمسةَ أحاديثَ ضعيفةً وردت في فضائل أبي بكرٍ، من دون النظر إلى وجودها في هذه الرسالة، وبمعزلٍ عن أحكام الزميل الفاضل على أحاديث رسالته.

(1) عَنْ عَطِّيَةَ الْعَوْفِيّ،ِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ؛ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَتُضِيءُ الْجَنَّةُ لِوَجْهِهِ، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ، وَأَنْعِما) أنعِما: أنعم بهما.

أخرجه ابن ماجه في السنن (96) وأبو داود في سننه (3987) والترمذي (3658) وقال: «هذا حديث حسن، روي من غير وجه عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري».

قال الفقير عداب: عطية العوفيّ: ضعّفه أحمد وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم.

(2) عن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِأَيْدِيهِمَا، وَقَالَ: هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أخرجه ابن ماجه في السنن (99) والترمذي في الجامع (3669) وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ بِالْقَوِيِّ.

(3) عن عَبْدِاللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ) أخرجه الترمذي في جامعه (3671) وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ لَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

قال الفقير عداب: في سنده عبدالعزيز بن المطّلب، لم يوثقه أحدٌ، وقال ابن معين وأبو حاتم: صالح الحديث، وقال الدارقطنيّ: يعتبر به.

(4) عن عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ زَوَّجَنِيَ ابْنَتَهُ وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ وَأَعْتَقَ بِلَالًا مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ يَقُولُ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، تَرَكَهُ الْحَقُّ وَمَا لَهُ صَدِيقٌ، رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ، رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرْ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ) أخرجه الترمذي في الجامع (3714) وقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ» قول الترمذي: غريب؛ يعني ضعيف.

(5) عَنْ أَنَسٍ بن مالك، رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ عَلَى أَصْحَابِهِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَهُمْ جُلُوسٌ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَا يَرْفَعُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَصَرَهُ، إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ، وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا) أخرجه الترمذي في جامعه (3668) وقَالَ:

«هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِيه».

قال الفقير عداب: الحكم بن عطيّة: ضعّفه تلميذه أبو داود الطيالسيّ.

ختاماً: وردت في مناقب أبي بكرٍ أحاديث صحيحةٌ عديدة في صحاح البخاري ومسلم وابن حبّان، تجدها مجموعة من دون عناء، في كتاب «تحفة الصَديقِ في فضائل أبي بكر الصديق» لعلاء الدين الفارسي المعروف بابن بلبان (ت: 739 هـ).

والله تعالى أعلم.

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق