الأحد، 23 نوفمبر 2025

 فَضائِلُ الصَحابَةِ رضي الله عنهم:

من فضائل الإمام عليّ عليه السلام

بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرَحيمِ

(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ؛ رَضِيَ اللهُ  عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) [التوبة].

(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا، وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8).

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ؛ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ - وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ - وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ؛ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) [الحشر].

أما بعد: بدأتُ بسردِ بعض الأحاديث الضعيفةِ، الواردة في فضائل الإمام عليّ، بخلاف المعتاد من البَدْءِ بأبي بكر ابن أبي قُحافةَ رضي الله عنهما؛ حتى لا يتحسّسَ بعض الإخوةِ الأمويين، بذكرِ بعضِ الأحاديث الضعيفةِ، في فضائل أبي بكر قبلَه.

وقد كتب الزميلُ الدكتور نهاد عبدالحليم عبيد الطرابلسيّ السَلَفيّ - رحمه الله تعالى - أطروحته للحصول على درجة الدكتوراه، من جامعة أمّ القرى بمكة المكرمة (1987م) بعنوان: (الأحاديث المرفوعة الواردة في فضل الإمام علي ودراستها بين أهل السنة والشيعة الإمامية) وقد صحبني الزميل الفاضل من لحظة تقديم خطّة الأطروحة، إلى يوم مناقشتها.

وقد كان عددُ الأحاديثِ التي درسها الزميل الفاضل (751) حديثاً (انظر ص: 1145).

كانت الأحاديث الصحيحةُ منها (58) حديثاً، بعضها مكرّر، والأحاديث الباقيةُ وعددها (693) حديثاً، جاءت بين ضعيف، وضعيف جدّاً، ومنكرٍ، وباطلٍ، وموضوع!

ومن الصعوبةِ بمكانٍ أن أسردَ  (693) حديثاً في هذا المنشور، إنما سأذكر خمسة أحاديث من أواخر الأطروحة، ثمّ أعقّب بما يفتح الله تعالى به.

(747) عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: (إنّ الله آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالبٍ، وزوّجه ابنتي من فوق سماواته، وأشهد على ذلك مقرّبي ملائكته، وجعله لي وليّاً ووصيّاً، فعليٌّ مني وأنا منه، محبّه محبّي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لَتَتَقرّب إلى الله بمحبّته) انتهى.

قال الزميل نهاد: كذب مختلق، أخرجه ابن بابويه الصدوق في أماليه (ص: 76).

(748) عن الحسين بن عليّ بن أبي طالبٍ، عليهم السلام، عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: (نزل عليّ جبريل صبيحةَ يومٍ فرحاً مسروراً مستبشراً، فقلت: حبيبي! ما لي أراك فرحاً مسروراً؟

قال جبريل عليه السلام: يا محمد، كيف لا أكون فرحاً مستبشراً، وقد قرّت عيني بما أكرم الله أخاك ووصيك وإمام أمّتك علي بن أبي طالب؟

قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: وبم أكرم الله أخي ووصيّي وإمام أمتي؟

قال جبريل: باهى الله بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: يا ملائكتي انظروا إلى حُجّتي في أرضي على عبادي، بعد نبيّي محمد، قد عفّر خدّه في التراب، تواضعاً لعظمتي!

أشهدكم أنّه إمام خلقي، ومولى بريّتي) انتهى.

قال الزميل الدكتور نهاد: موضوع، أخرجه أخطب خوارزم في المناقب (ص: 228).

(749) عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: (يا عليّ: أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلا من قِبَل الباب، وكذبَ مَن زعم أنّه يُحبّني ويُبغضك، لأنك مني، وأنا منك، لحمكَ من لحمي، ودمُك من دمي، وروحك من روحي، و سريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سَعِدَ مَن أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولّاك،

وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مَثَلُك ومثل الائمة من ولدك بعدي؛ مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومَثَلُكم مَثل النجوم، كلما غاب نجمٌ؛ طلع نجم إلى يوم القيامة) انتهى.

قال الزميل الدكتور نهاد: كذب موضوع، أخرجه ابن بابويه الصدوق في أماليه (ص: 162) وفي إكمال الدين (ص: 235).

(750) عن عبدالله بن عباسٍ، رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبرَ، فخطبَ، واجتمع الناس إليه، فقال: يا معشر المؤمنين: إنّ الله عزوجل أوحى إلي أني مَقبوضٌ، وأنّ ابن عمي عليّاً مقتولٌ، وإني أيّها الناسُ أخبركم خبراً، إن عملتم به؛ سلمتُم، وإنْ تَركتموه؛ هَلَكتم!

إنّ ابنَ عمّي عليّاً هو أخي، وهو وزيري، وهو خليفتي، وهو المبلغ عني، وهو إمام المتقين، وقائد الغُرِّ المحجّلين.

إن استرشدتُموه؛ أرشدكم، وإن تَبعتموه؛ نجوتُم، وإنْ خالفتموه؛ ضللتُم وإنْ أطعتموه؛ فاللهَ أطعتم، وإنْ عَصيتموه؛ فاللهَ عَصيتم، وإن بايعتموه؛ فاللهَ بايعتُم، وإنْ نَكثتُم بيعتَه؛ فبيعةَ اللهِ نَكثتم!

إن الله عزوجل أنزل علي القرآنَ، الذي مَن خالفه؛ ضلَّ، ومَن ابتغى علمَه عند غير عليٍّ؛ هلَكَ!

أيها الناس: اسمعوا قولي، واعرَفوا حقَّ نَصيحتي، ولاتُخلفوني في أهل بيتي، إلّا بالذي أُمرتم به، مِن حِفظِهم؛ فإنهم حامَتي وقَرابتي وإخوتي وأولادي ، وإنّكم مجموعون ومساءَلون عن الثَقلين، فانظروا كيف تُخلفوني فيهما...) الحديث بطوله.

قال الزميل الدكتور نهاد: كذب مختلق، أخرجه الصدوق في أماليه (ص: 40) وهو في بحار الأنوار (34: 94) و(38: 94).  

(751) عن أبي الطُفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنهما، عن عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: (يا حذيفةُ: إنّ حجّةَ الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب، الكفر به؛ كفرٌ باللهِ، والشركُ به؛ شرك بالله، والشكّ فيه؛ شك في الله، والإلحادُ فيه؛ إلحادٌ في الله، والإنكارُ له؛ إنكارٌ لله، والإيمانُ به؛ إيمانٌ بالله، لأنه أخو رسولِ اللهِ، ووصيُّه وإمامُ

أُمتِه ومَولاهم، وهو حبلُ الله المتينُ، والعُروةُ الوُثقى، التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان، ولاذنب له : مُحبٌّ غالٍ، ومُقصّرٌ!

يا حذيفةُ: لا تُفارقَنَّ عليّاً، فتُفارقني، ولا تُخالِفَنَّ عليّاً، فتخالفني.

إنّ علياً مني وأنا منه، مَن أسخطه؛ فقد أسخطني، ومَن أرضاه؛ فقد

أرضاني) انتهى.

قال الزميل الدكتور نهاد عُبيد، رحمه الله تعالى: موضوع سنداً ومتناً، أخرجه الصدوق في أماليه (ص: 138) وهو في البحار (34: 97).

ختاماً: انظُرْ أخي القارئ الكريم، إلى هذا التضليلِ البغيض (693) حديثاً، بين ضعيف، وضعيف جدّاً، ومنكرٍ، وباطلٍ، وموضوع، كيف سيعرف العاميّ الشيعيّ غير المختصّ بأنّ أئمّته الكليني والصدوق وغيرهما؛ يضلّلونه ويكذبون عليه، وأنّ أكثرَ تلكَ الأحاديثِ التي أودعوها في مصنّفاتهم؛ باطلةٌ مكذوبة؟

لهذا وغيره أقول لإخواني المسلمين من أهل السنّة والزيديّة والإباضيّة: ارحَموا عامّة الشيعة الإماميّة، فهم مُضَلَّلون، واعذروهم في غلوّهم؛ فهم بنقد الروايات جاهلون!

وإنّا لله وإنا إليه راجعون.

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق