مِنْ عِبَرِ التاريخِ !؟
إلى الأمويينَ الجُدُدِ (1)!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشرَ في وسائلِ الإعلامِ، بعد تحرير سوريا الحبيبة؛ أقوالٌ متشنّجةٌ،
كيداً بالرافضة والنصيريّة المجرمين، الذين أذاقوا أهلَ سوريّا سوءَ العذاب، بدعوى
أنهم نواصبُ أعداءُ آل البيت، من مثل: «نحن أمويّون - سوريا أمويّة - نحن أتباع
معاويةَ وعبدالملك - نحن لا نريد سوريا عبّاسية متعصّبة، نحن أمويّون - يريد أنّ
بني أميّة متساهلون - وهذا صحيح!».
وهذا تفسيره مفهوم - كما قدّمتُ - لكنّ هذا الكلامَ غيرُ مسوَّغٍ من
الناحيةِ الاعتقاديّة أبداً!
قال الله تبارك وتعالى:
(يَانِسَاءَ
النَّبِيِّ: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ، إِنِ اتَّقَيْتُنَّ!
فَلَا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ، فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، وَقُلْنَ
قَوْلًا مَعْرُوفًا (32).
وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى، وَأَقِمْنَ
الصَّلَاةَ، وَآتِينَ الزَّكَاةَ، وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
إِنَّمَا
يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيرًا (33) [سورة الأحزاب].
قال الإمام أحمد في مسنده (25300): حَدَّثَنَا عَبْدُاللهِ بنُ نُمَيْرٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ابنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَذْكُرُ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِها، فَأَتَتْهُ
فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ، فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ.
فَقَالَ لَهَا: ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ!
قَالَتْ أمّ سلمةَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ فَدَخَلُوا
عَلَيْهِ، فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ عَلَى
مَنَامَةٍ لَهُ - عَلَى دُكَّانٍ - تَحْتَهُ كِسَاءٌ لَهُ خَيْبَرِيٌّ.
قَالَتْ أمُّ سلمةَ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا).
قَالَتْ أمُّ سَلَمةَ: فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ، فَغَشَّاهُمْ بِهِ،
ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ
ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي،
فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً.
اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ
الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً).
قَالَتْ أمُّ سَلَمةَ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا
مَعَكُمْ يَا رَسُولَ الله؟
قَالَ صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى
خَيْرٍ).
قال الإمامُ أحمدُ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ سَوَاءً.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ - أَبُو
الْحَجَّافِ - عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً»
وأخرجه الترمذيّ في جامعه (3871) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَهُوَ
أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي
سَلَمَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْحَمْرَاءِ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ
وَعَائِشَةَ» وعن سعدِ بن أبي وقّاص، عند مسلم (2404) وسيأتي، وواثلةَ بن الأسقع،
عند أحمد (16374) وقد اختصره، وتمامه عند الطبريّ في تفسيره (19: 103) فهو حديثٌ
مشهورٌ.
- أمّا فاطمةُ عليها السلام؛ فهي (سيّدة نساء أهل الجنة) أخرجه البخاريّ
(3624) و(سيدة نساء هذه الأمة) أخرجه مسلم (2450).
- وأمّا الإمام عليٌّ عليه السلام؛ فقد طلب معاويةُ من سعدِ بن أبي وقّاص
أن يسبَّ عليّاً عليه السلام، فقال له سعدٌ رضي الله عنه: «أَما مَا ذَكَرْتُ
ثَلَاثاً، قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَنْ
أَسُبَّهُ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ
النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ:
(أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا
أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي)؟
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ
خَيْبَرَ: (لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ،
وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ)
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (فَقُلْ: تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: (اللَّهُمَّ
هَؤُلَاءِ أَهْلِي) أخرجه مسلمٌ (2404) وأصلُه عند البخاريّ (4416).
- وأمّا الحسن والحسين عليهما السلام؛ فهما (سيّدا شباب أهل الجنّة) أخرجه
من طرقٍ أحمد في مسنده (10576) وابن ماجه (118) والترمذيّ (3781) و(2768) وقال
ههنا: «حديث حسن صحيح».
هذا بعضُ ما قاله رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في أهلِ الكساءِ
(فاطمةَ وعليٍّ والحسن والحسين) عليهم السلام، أيّها الشوامُّ الغافلون!
بينما دعا على قريشٍ عامّة، وأبو سفيان الأمويّ من زعمائهم: (اللَّهُمَّ
عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ
بِقُرَيْشٍ).
ثُمَّ سَمَّى رسولُ الله عتاتهم،
فقال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ
بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ
بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ) أخرجه البخاريّ في جامعه
الصحيح (520) ومسلمٌ في مسنده الصحيح (1794).
وأخرج البخاريّ (7058) ومسلمٌ (2917)
من حديثِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ بنِ العاصِ قَالَ: كُنْتُ
جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ - وَمَعَنَا مَرْوَانُ بنُ الحكمِ الأمويُّ - قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: (هَلَكَةُ أُمَّتِي
عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ) فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ،
غِلْمَةً؟!
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلَانٍ
وَبَنِي فُلَانٍ؛ لَفَعَلْتُ!
قال راوي الحديث عَمرو بن يحيى بن سعيدٍ: فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي
إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مَلَكُوا بِالشَّأْمِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَاناً
أَحْدَاثاً، قَالَ لَنَا: «عَسَى هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ».
قُلْنا: أَنْتَ أَعْلَمُ».
ولم يصحّ في فضائلِ سيّد بني أميّةَ معاويةَ بن أبي سفيانَ، سوى حديثِ (لَا
أَشْبَعَ اللهُ بَطْنَهُ) أخرجه مسلم (2604) قال ابن عبّاسٍ: «فما شبعَ معاويةُ
بعدها» روى هذه الزيادةَ الطيالسيّ في مسنده (2746).
قال الحافظ ابن كثيرٍ في «البدايةِ والنهاية»: «قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ
مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لَا يَشْبَعُ بَعْدَهَا، وَوَافَقَتْهُ هَذِهِ
الدَّعْوَةُ فِي أَيَّامِ إِمَارَتِهِ.
فَيُقَالُ:
«إِنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ طَعَاماً بِلَحْمٍ،
وَكَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَشْبَعُ، وَإِنَّمَا أَعْيَى» أعيى: يتعب!
أمّا يزيد بن معاويةَ الذي يستهوي السفهاءَ منكم؛ فقد أورد الذهبيّ في
ترجمته من تاريخ الإسلام (2: 731) عن نوفلِ بن أبي الفراتِ قال: كُنْتُ عِنْدَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ، فَذَكَرَ رَجُلٌ يَزِيدَ، فَقَالَ: قَالَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ!
فَقَالَ عمرُ بن
عبدالعزيز: «تَقُولُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ»؟ وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عِشْرِينَ
سَوْطاً!
وأثنى عليه
الذهبيّ ثناءً وَخْشاً، فقال: «كانَ نَاصِبِيّاً فَظّاً غَلِيْظاً جِلْفاً،
يَتَنَاوَلُ المُسْكِرَ، وَيَفْعَلُ المُنْكَرَ، افْتَتَحَ دَوْلَتَهُ بِمَقْتَلِ
الشَّهِيْدِ الحُسَيْنِ، وَاخْتَتَمَهَا بِوَاقِعَةِ الحَرَّةِ، فَمَقَتَهُ
النَّاسُ، وَلَمْ يُبَارَكْ فِي عُمُرِه» لا باركَ الله به ولا بأحبابه!
وما أجمل ما قاله الذهبيّ في النبلاء أيضاً (3: 39): « قُلْتُ: كَانَ
بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ صِفِّيْنَ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنَ السَّبِّ؛
السَّيْفُ، فَإِنْ صَحَّ شَيْءٌ؛ فَسَبِيْلُنَا الكَفُّ وَالاسْتِغْفَارُ
لِلصَّحَابَةِ، وَلاَ نُحِبُّ مَا شَجَرَ بَيْنَهُم، وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْهُ،
وَنَتَوَلَّى أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّاً».
هكذا
إذنْ نتولّى أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السلام.
وما
أروع ما قاله الإمام فخر الدين الرازيّ، وهو يتحدّثُ عن الجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم قبلَ الفاتحة، في تفسيره الماتع (1: 182): «الْجَهْرُ كَيْفِيَّةٌ
ثُبُوتِيَّةٌ، وَالْإِخْفَاءُ كَيْفِيَّةٌ عَدَمِيَّةٌ، وَالرِّوَايَةُ
الْمُثْبِتَةُ أَوْلَى مِنَ النَّافِيَةِ.
وإنَّ
الدَّلَائِلَ الْعَقْلِيَّةَ مُوَافِقَةٌ لَنَا، وَعَمَلُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَنا، وَمَنِ اتَّخَذَ عَلِيّاً إِمَاماً
لِدِينِهِ؛ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، فِي دِينِهِ وَنَفْسِهِ»
عَلَيْهِ السَّلَامُ: من كلام الرازي!؟
إخواني
أهلَ الشام: لا يستخفّن بكم الشيطان، فتكونون كبني إسرائيل، اختارَ اللهُ تعالى لهم
المنّ والسلوى، فلم يعجبهم ذلك، وقالوا: (يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ
وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ
بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا)!
فقال
لهم موسى عليه السلام: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ
خَيْرٌ).
ولعمري:
إنّ خيارَ بني أميّة هذا مثلهم، ومثل آل بيت الرسولِ صلّى الله عليه وآله وسلّم؛
مثلُ اختيار الله لهم «المَنَّ والسلوى».
فلا
تَسْتَبْدِلُوا الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، واقتدوا بالإمامين
الرازي والذهبيّ في تولّي أميرَ المؤمنين عليّاً، فـ(حبّ عليٍّ إيمانٌ وبغضه نفاق)
وهو حديث صحيح مشهور.
والله
تعالى يقول: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
ويقول:
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فبنو هاشمٍ أوّل المكلّفين وأوّل
المدعويين!
ويقول
جلّ وعزّ: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُون).
وسادةُ
قومه ورؤوسهم؛ آل البيت (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا
حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ).
وليس
لبني أميّة من هذه الفضائلِ كلّها نَقيرٌ ولا قِطْمير!
أيّها
الشوام المحزونون: حبّ بني أميّة وولاؤهم؛ لا يُعطي أحدكم حسنةً واحدةً، وحبّ آل
البيت؛ قد يكون سبباً في دخولك الجنّة!
فقد
أخرج البخاري (6169) ومسلم (2641) من حديث عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ،
كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْماً، وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: (الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)
فما الذي ترجوه من حبِّ بني أميّةَ وولائهم، وما هم سوى ملوكٍ، وأكثرُهم من شرار
الملوك!
(إِنْ
أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
يا
أهل الشامِ: (يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي، وَنَصَحْتُ
لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِين).
والله
تعالى أعلم.
والحمد
لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق