الأحد، 29 ديسمبر 2024

  بعيداً عن الساسة اللعينة:

الحكمُ الجديد في سوريّا؛ استبداديٌ عَتيد!؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قال لي صاحبي: أسمعتَ ما قال الجولانيُّ «أحمد بن حسين الشرع»؟

قلت له: وما قال؟

قال صاحبي: يقول: إنّ الفترةَ الانتقاليّة؛ ستدوم أربعَ سنين، ولن يكون في سوريا انتخابات؛ إلا بعد أربع سنين؛ لأنّ كتابةَ دستور مناسبٍ لسوريّا المستقبل؛ يجب أن يأخذ في اعتباره مآسي السوريين السابقة، وتطلّعاتهم المستقبليّة، على أنْ يسبقَه إحصاء سكّاني جديد!

وقال أيضاً: إنّ تحسّن حالِ السوريّين؛ لن يظهر جليّاً إلّا بعد سنةٍ من الآن!

وقال أيضاً: إنّ اختيارَه للوزراء ولإدارةِ الدولة السوريّة من هيئة تحرير الشام؛ ليس إقصاءً لأحد، وإنّما المرحلة الانتقاليّة تتطلّب انسجاماً فكريّاً خاصّاً في هذه المرحلة الصعبة!

أقول وبالله التوفيق:

تحت عُنوان: هيئة تحرير الشام؛ هم الحكام؛ نشرتُ منشوراً توضيحيّاً جاء فيه:

(أنا شخصيّا أرى أنّ الذين جاهدوا ورابطوا وقاتلوا وضحوا بأرواحهم ودمائهم وعنائهم وعرقهم؛ هم أولى بقيادةِ سوريّا من القاعدين أمثالي، وأين الغرابة؟

وأرى أيضاً أن الوحدة الدينية والفكرية والفقهية لمجلس الوزراء؛ أفضل من أن يكون في مجلس الوزراء أصحاب أهواء متباينة، وبلدنا سوريا تتنازعها أهواء طائفية ومذهبية وعرقية، وحزبية إسلامية وقومية وعلمانية... إلخ).

فأنا لا أنكر شيئاً من هذا أبداً، ولو كنتُ في مكان (أحمد الشرع) لفعلتُ الأمرَ ذاتَه!

إنّ سوريّا ملأى بالكفاءات الراقيةِ من الملتزمين بدينهم، فما حاجتي لأنْ أُشركَ في قيادةِ سوريّا أناسٌ بعيدون عن الله تبارك وتعالى، يستجلبون لنا غضبَه وسخطَه؟

ألم يقلِ الله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ، لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ، وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ؛ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ، وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)) [المائدة].

ألم يقل الله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة،ً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) [الأنفال].

إنّ معايير الإسلاميين؛ غير معايير العلمانيين، ومعايير أهل الدنيا وأصحاب الشهوات؛ تختلف عن معايير الذين يخافون ربّهم ويخشون العذاب الأليم.

وإنّ التأثّر بالغربِ الملحدِ في الحريّة المطلقةِ؛ لا يرضى به الإسلام، ولا يقبله أصحاب الأخلاق الحميدةِ والسلوكِ القويم!

وأقول أيضاً: منذ العام (1963) وحتى نهاية العام (2024) تقريباً؛ كان يحكم سوريا حزبٌ إجراميٌّ واحد، لم يسمح لنا بمثقال حبّةِ خردلٍ، من حريّةٍ، ولم نكن نسمع لأحدٍ من منتقدي «أحمد الشرع» اليومَ ركْزاً!

لو كان لي من الأمر شيءٌ؛ لرجعت إلى دستور (1954) وعدّلت فيه بعضَ الموادّ التي لا تصلح لنا اليومَ بشهرٍ واحدٍ، ثم عرضتُ موادّ الدستور في التلفزيون، ورفعته على سائر وسائل التواصل الاجتماعي، ووظفت كبار القانونيين الملتزمين بشرحه على وسائلَ الإعلام الرسميّةِ، ثمّ أجريتُ استفتاءً عامّاً عليه، وسيرى جميعُ العلمانيين والقومجيّة والمستغربين؛ أنّ المجتمع السوريَّ لن يرضى بديلاً عن دينه الحنيف!

بعد ذلك تكون المرحلة الانتقاليّة سنتين، أو أربع، لا فرق!

أمّا قَصْرُ السلطةِ على اتّجاه فكريّ وسلوكيّ واحدٍ؛ فسيعطي المسوّغاتِ الكثيرةَ المؤيّدةَ من الغربِ، ومن الأنظمة العربية على حدٍّ سواء!

ليت إخواني في إدارةِ سوريا الجديدةِ؛ يأخذون بنصيحتي هذه، قبلَ أنْ يواجهوا كثيراً من الاعتراضاتِ والمؤامراتِ، حتى من الإسلاميين أنفسهم؛ لأنّ شهوة الحكم آسرةٌ قاهرة.

وفي أدبيّاتنا - نحن الصوفيّة - يقولون: «آخر ما يُنزَع من قلوبِ الصدّيقين؛ حُبّ الرئاسة»!

والله تعالى أعلم.

والحمد لله على كلّ حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق