التصوف العليم:
التَصوُّفُ العَليمُ ما
هوَ !؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمدُ للهِ، وسَلامٌ على
عِبادِه الذين اصْطَفى(.
أمّا بعد: قال لي صاحبي:
«أكثرتَ علينا من الكلامِ تحتَ عنوان «التَصوُّفُ العَليمُ» حبّذا لو تشرحُ لنا
مفهومَ «التصوّفِ العليم» بكلماتٍ قليلاتٍ!
أقول وبالله التوفيق:
في الحديثِ المعروفِ
بحديثِ جبريلَ عليه السلام؛ أنّه سألَ الرسولَ محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم
قائلاً: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِسْلَامُ
أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ
وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.
قَالَ جبريلُ: صَدَقْتَ!
قَالَ عمر: فَعَجِبْنَا
لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ!
قَالَ جبريلُ: فَأَخْبِرْنِي
عَنْ الْإِيمَانِ؟ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.
قَالَ جبريلُ: صَدَقْتَ.
قَالَ جبريلُ: فَأَخْبِرْنِي
عَنْ الْإِحْسَانِ؟ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ
تَكُنْ تَرَاهُ؛ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) الحديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذيُّ
وقال: حديث حسن صحيح.
وجوابُ سؤالِك الوجيزُ -
أخي السائلُ - هو الالتزامُ بتطبيق نصوص الكتاب الكريم والحديثِ النبويّ الصحيح،
والاسترشادُ بفتوى فقيهٍ سالكٍ!
أمّا الجوابُ الموسّع
قليلاً: فالتصوف العليم يشمل كلَّ توجيه قرآنيّ نحو العبادةِ العامّةِ والخاصّةِ،
المفروضةِ والمندوبةِ، وكلَّ صيغةِ ذِكْرٍ ودعاءٍ وضراعةٍ وتوبةٍ واستغفارٍ واردةٍ
في القرآن الكريم!
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم بتلاوتِه؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم بقيامِ الليلِ؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم بالإنفاق في سبيل الله؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم بالأمر بالمعروف؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم ببرّ الوالدين؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
عندما يُرغّبُ القرآن
الكريم بحسن الخلق؛ تطبيق ذلك من التصوّف العليم.
وهكذا كلّ خيرٍ أراد الله
تعالى منّا أن نأتيَه؛ تطبيقه من التصوّف العليم.
بعيداً عن التنطّعِ
والغلوِّ والتشدّدِ، إذ «التشدّدُ يُحسنه كلُّ أحدٍ، وإنما الفتوى رخصةٌ من عالم»
كما يقول الإمامُ سفيان الثوريّ!
قيل للإمام عليّ عليه
السلام: هؤلاء يصلّون الضحى، ويصلّون التراويحَ جماعةً، أفلا ننهاهم؟
قال: «دعوا الناسَ وما
ألِفوه، فإنّ الله تعالى لا يُعاقبُ على الصلاةِ».
وفي روايةٍ أخرى قال:
«ويحكم! أفلا تقرؤون قول الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا
إِذَا صَلَّى (10) [سورة العلق].
والله تعالى أعلم.
والحمد للهِ على كلِّ
حالٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق