الاثنين، 21 أكتوبر 2024

       التصوّف العليم:

مَنْ هُم الصوفيّة؟

نقل أبو بكرٍ الكلاباذيّ في كتابه «التعرّف إلى مَذهبِ أهل التصوّف» عن «ذُو النُّون» المِصريّ الزاهدِ أنّ أحدَ أهل الشامِ أنشده في وصف عبادِ الرحمن الأبيات الآتية:

قومٌ همومُهمُ بِاللَّهِ قَد عَلِقَت

فَما لَهُمْ هِممٌ تَسمو إِلَى أحدِ

فمَطلبُ الْقَوْم؛ مَوْلَاهُم وسيدُهُمْ

يا حُسنَ مَطلبِهم للْوَاحِدِ الصَّمدِ

مَا إِن تُنارعُهم دنيا وَلا شُرُفٌ

مِن المطاعِمِ وَاللّذّاتِ وَالْوَلَدِ

وَلا لِلُبس ثِيَابٍ فائقٍ أنِقٍ

وَلا لرَوْحِ سُرورٍ حلَّ فِي بَلَدِ

إِلَّا مُسارَعةً فِي إِثْرِ مَنزلَةٍ

قَد قَاربَ الخطوَ فِيها باعِدُ الأبَدِ

فهُم رَهائنُ غُدْرانٍ وأوديَةٍ

وَفي الشَوامِخِ تَلقاهُم مَعَ العَدَدِ) انتهى.

قال الفقير عداب:

قال الله تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا).

وقال جلّ وعزّ في وصف أولي الألباب من عباده:

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ.

الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ:

رَبَّنَا: مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

رَبَّنَا: إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ.

رَبَّنَا: إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا.

رَبَّنَا: فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.

رَبَّنَا: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ).

ولا يخفى على أحدٍ أنْ ليس فينا من يحقّقُ مرادَ الله تعالى في التخلّي عن العوائقِ والعوالقِ؛ إلّا نزرٌ يسيرٌ من الناس!

إنّهم الصوفيّةُ الملتزمون بمنهاج التصوّف العليم: (علم وعمل وحالٌ وحبّ) بعيداً عن الشطحِ والنطحِ والقَدحِ والمدح!

جعلنا الله وإياكم من هؤلاء الصوفيةِ الأخيار، أتباع سيّد المتّقين الأبرار، محمد بن عبدالله وآله الطيّبين الأخيار.

والحمد لله على كلِّ حال.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع العَدَد: الأيام والشهور الكثيرة، منقطعين عن الناس، إلى الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق