مِنْ وَحْيِ المَوْلِدِ النبويِّ الشَريفِ (1/ 42 هـ):
(1) قالت: أتى شهرُ الربيع، وقد جرتْ
عاداتُ أهل الشِعرِ أن يتنافسوا
(2) في مدح أحمدَ وادّكارِ مَكارمٍ
قد خصّه منها الكريمُ، فيُؤنِسوا
(3) فأجبتُ وا أسفاً على شعري، دنا
حتى ظننتُ بأنّه يتقاعس!
(4) فأتاني الإلهام من رَهَف الجوى
لا تخشَ مِنْ عَتبٍ، ومَن يتأبّسُ
(5) ماذا يقول عدابُ في غفواتِه
والسابقون الأعظمون تَبَهنَسوا
(6) كَعبٌ وحسّانٌ ونجلُ رَواحةٍ
من صَحبِه، وسواهُم لم يَضرسوا
(7) وتلاهُم الشعراءُ، وابتكروا العُلى
حتى اجتلى «البوصير» إذ يترأس!
(8) نسجوا المعاني، واستثاروا وَشيَها
حتى تَهيّب بعدهم أنْ يلبسوا
(9) وأنا عن الماضينَ؛ جدُّ مقصّرٍ
وجوارَ أهل العصر؛ لا أتجرّس!
(11) عفواً رسولَ الله، لولا أنّني
رَهنُ الذنوب؛ طرقتُ بابَك أَحْمِسُ
(12) ولئِنْ عَجَزت عن الكِفاءِ؛ فإنني
أُزجي الصلاةَ إليكَ، لا أتحندسُ
صلّى عليك الله يا هادي الورى
وشفيعُنا الحاني، فلا نتوجّسُ
___________________
يتأبّس: يصغّر غيره ويحقره.
تبهنسوا: تفوقوا وتبختروا.
التجرّس: التكلّم!
حَمِسَ، يَحمَسُ: اشْتَدَّ وصَلُبَ في الدينِ.
تحندس الرجل: سقط وضعف.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق