اجتماعيات (99):
كلُّ عيدٍ وأنتم بخيرٍ!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
العَادَةُ: اسمٌ لتكريرِ الفِعْل والانفِعالِ، حتى يَصيرَ ذلك سهلاً
تَعاطيه، كالطّبع، ولذلك قيل: العَادَةُ طَبيعةٌ ثانية.
والعِيدُ: كلّ حالةٍ تُعَاوِدُ
الإنسان، مرّةً بعد أُخرى، وخُصّ في الشّريعة بيوم الفطر ويوم النّحر.
ولمّا كان ذلك اليومُ مَجعولاً للسّرور
في الشريعة؛ صارت «كلمة» العِيد تُسْتَعمَل في كلّ يوم فيه مَسَرّةٌ، وعلى ذلك
قوله تعالى: (أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً(.
والعَائِدَةُ:
كلّ نفع يرجع إلى الإنسان من شيء ما!
والمَعادُ: يُقال للعَوْدِ وللزّمان
الذي يَعُودُ فيه، وقد يَكون للمكانِ الذي يَعُودُ إليه، قال تعالى: (إِنَّ
الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ؛ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) والمعادُ الذي رُدّ
إليه صلّى الله عليه وآله وسلم هو جَنة الخُلدِ... هذا كله قاله الراغب في مفرداته
(ص:594).
واستئناساً بما تقدّمَ؛ فما من حرجٍ أن
تقول: عيدُ المولد النبويّ، عيدُ الهجرةِ، عيدُ الغدير، عيدُ الأمّ، عيدُ الجلاء،
عيدُ الزواج...إلخ
إذا لم تقصد بأنّ ذلك عبادةٌ وتديّنٌ.
العيدان الإسلاميان الشرعيان؛ هما عيد
الفطر، وعيد الأضحى!
عيد الفطر: يُعلنُ فيه المسلمون سرورهم
وسعادتهم بما أعانهم الله تعالى عليه من أداء شعيرة صيام شهر رمضان وقيامه وتلاوة
القرآن فيه، وهذا توفيق عظيم من الرحمن الرحيم، يستحقّ أن يفرح المسلم لقيامه به.
وعيدُ الأضحى: يُعلنُ فيه المسلمون
سرورهم وسعادتهم بما أعانهم الله تعالى عليه من أداء شعائر الحجِّ والعمرةِ
والأضحية، وهذا توفيق عظيم من الرحمن الرحيم، يستحقّ أن يفرح المسلم لقيامه به.
هذا مفهوم العيدِ عند الإنسان المسلم،
ولهذا تجدُ المسلمين يعلنون البِشْرَ والسرور عقبَ إتمام هذه الفرائضَ والواجبات،
في السلمِ والحربِ، في الأمنِ والخوفِ، في الفقر والغنى؛ لأنهم يوقنون أنّهم قاموا
بعباداتهم تلك؛ ابتغاءَ رضوان الله تعالى، وجنّةٍ عرضها السماواتُ والأرض، أعدّت
للمتقين.
كلّ عام وأنتم بخيرٍ
كلّ عيدٍ وأنتم بخير.
كلّ يومٍ وأنتم إلى الله تعالى أقرب.
اللهم إنّا نسألك بحرمة شهر رمضان،
وحرمة القرآن، وحرمة يوم العيد عندك؛ أن تهيّئ لأهلنا في غزة خاصّةً، وفي بلاد
المسلمين عامةً، من ضيقهم وكربهم فرَجاً ومخرجاً، وأن تجعل النصرَ والتمكينَ حليفَ
المؤمنين الصالحين، إنّك وليّ ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوّةَ إلّا بالله
العليّ العظيم.
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق