اجتماعيات (44):
التواصُلُ مع الأصدقاء والأحباب!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنَا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ
أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
رَبَّنَا: لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ
كَفَرُوا، وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(رَبَّنَا: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا
بِالْحَقِّ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ).
قال لي: نحن نعلمُ أنّك مريض، وغيرُ قادرٍ على
كتابةِ منشوراتٍ علميّة، بسبب ظرفك الصحيّ الطارئ!
بيد أنّ هذا لا يُعفيك من إلقاء التحيّة على إخوانك
وأصدقائك، وتطمينهم بأنك ما زلتَ بين الأحياء!
أقول وبالله التوفيق:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (تَحِيَّةً مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً).
أمّا بعد:
العبد الفقير عدابٌ ما زال على قيدِ الحياة، وهو
بكامل أهليّته الشرعيّة، عَقلُه واعٍ، وذاكرتُه حاضرةٌ، وذنوبُه ماثلةٌ نُصبَ
عينيه، لم ينسَ منها واحداً!
بيد أنّ جسمَه كليلٌ، وأعصابَه ضعيفة، وهمّته
واهِنة، وأحلامُه واهمة، وآمالُه بغير عفو الله تعالى ورحمته؛ سحابةُ صيف!
(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ
جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً.
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا
وَشَيْبَةً.
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ
(54) [الروم].
وأخوكم عداب؛ يوصيكم بما يوصي به نفسَه الأمّارةَ
بالسوء!
أوصيكم بتقوى الله تعالى، ومراقبته، والمحافظة على
الفرائض في أوقاتها، والمسارعة في الخيرات، وتفقّد الأرملة واليتيم والمسكين!
و«لا تؤخّروا عملَ اليومِ إلى غدٍ؛ فإنّ للغَدِ
أعمالاً كثيرةً» وضعوا نُصب أعينكم الآية الكريمةَ سالفةَ الذكرِ، وما رُوري عن
الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ:
شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ
فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ).
هذا الحديثُ - مع ما في إسنادَيه من كلامٍ - جليلٌ
جليل، وحكمةٌ بالغة، ليتني عملتُ به في أيّام شبابي، إذنْ لكنتُ جنيتُ خيراً
كثيراً!
وأوصي إخواني طلبةَ العلم خاصّةً، بما أوصاني به
شيخي الشريف محمد الحافظ التجّاني، رحمه الله تعالى، قال:
«لا تفتتح
بحثاً علميّاً جديداً، حتى تُنجزَ البحثَ الذي بين يديك، فإنّ طولَ الأمل يُمنّيك
بأنك ستنجز جميع ما تُخطّطُ له، لكنّ عمرك دون أمنياتِك، وعوارضَ الحياة فوقَ
توقّعاتك، وأوصيك بخدمة «المجتبى من السنن» فهو كتابٌ جليلٌ، لم يُخدَم».
قال عداب: وكلتا النصحيتان، لم أعملْ بهما، فبين
يديَّ أكثرُ من عشرين كتاباً وبحثاً مَفتوحةً لم تُختَم، ولم أخرّج سنن النسائيّ،
ولم أكتب عنه سوى بحثين وجيزين، وللأسف!
]رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ[.
هذا.. وصلّى الله على سيّدنا محمّد بن عبدالله،
وعلى آله وصحبه وسلَّم تَسليماً
والحمد لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق