مسائل فكرية (8):
سَبيلُ المؤمنين!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
(رَبَّنا: عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنا،
وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ.
رَبَّنا: لَا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا،
وَاغْفِرْ لَنَا.
رَبَّنَا: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
في حوار مع أحد الإخوة العلماء؛ طرحَ مسألةَ سنّة الصحابة،
وسنّة أئمة آل البيت رضي الله عن الجميع!
فقلت له: لا يوجد ثمة سنّةٌ للصحابة، ولا سنّة للراشدين، ولا
سنة للشيخين أبي بكر وعمر، ولا سنّةٌ لأئمة آل البيت، في الإسلام!
قال: أعتذر منك وأقول لك: «أنت دائماً متسرّع يا شيخ عداب» إلخ
الحوار الطويل بيننا!؟
أقول وبالله التوفيق:
يستدلّ أهل السنّة من القرآن العظيم، على وجود سنّةٍ «سبيلٍ»
خاصٍّ للصحابة، رضي الله عنهم، بقول الله
تبارك وتعالى:
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) [التوبة].
وبقوله جلّ وعزّ:
(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ، مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَى، وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ؛ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى،
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ، وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) [النساء].
ويقولون: إننا ملزمون باتّباع صحابةِ الرسول صلّى الله عليه
وآله وسلّم؛ استدلالاً بهاتين الآيتين المدنيّتين.
ومن المعلوم في آداب البحثِ، وفي آداب المناظرة أيضاً؛ أنّ
الاستقراءَ هو السبيلُ الوحيد، الذي يعطي نتيجةً صحيحةً، يمكن التزامُها، أو إلزام
المخالفِ بها.
ونحن إذا ذهبنا إلى ميدان الاستقراء القرآني؛ سنجد أنّ هذا
العمومَ مخصوصٌ بمخصّصاتٍ كثيرة، لعلها تضيّق إعمالِ دلالة النصّ على مجموع
الصحابة إلى أبعد الحدود!
وقبل أن نتناولَ المخصصات الكثيرة؛ يحسن أن نصوّر المجتمعَ
المدنيَّ في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم:
قال الله تعالى:
1- (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100).
2 –
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ
مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101).
3- (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ (102) [التوبة].
- فالمجتمع المدنيّ فيه السابقون الأوّلون من
المهاجرين والأنصار، رضي الله عنهم.
- وفي المجتمع المدنيّ ذرّياتُ هؤلاء السابقين ونساؤهم، الذين
تأثروا بسيرتهم!
بدليل قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا
بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ
امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) [الطور].
- وفي المجتمع المدنيّ أهلُ المدينة الذين دخلوا في الإسلام فيما
بعد، ولم يكونوا من السابقين، ولم تكن استقامة هؤلاء كاستقامة السابقين.
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا
صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (102).
- وفي المجتمع المدنيّ كثرة كاثرةٌ من المنافقين،
ليسوا أربعة عشر، ولا أربعَ عشرةَ مائة!
قال الله تعالى:
(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا
يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَ اللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ
بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَ اللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(98) [التوبة].
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ
قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ
تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (14) [الحجرات].
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ
نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ
(101).
من هؤلاء الأعراب الكثيرين؛ جماعةٌ مؤمنة طيّبة!
(وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) [التوبة].
بيد أنّ الأعراب المنافقين حولَ المدينة!
والمنافقين المرَدَةَ من أهل المدينة!
والأربعة عشر منافقاً الذين همّوا بقتل الرسول صلّى الله عليه
وآله وسلّم في غزوة تبوك؛ جميعهم غير معروفين للمسلمين، كما هو نصّ الآية المتقدمة
(101)!
ومن أغرب غرائب دعوى عدالة جميع الصحابة لدى أهل السنة؛
إجماعُهم على أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يعامل جميعَ المنافقين،
بمن فيهم كبيرهم عبدالله بن أبيّ بن سلول، معاملة المسلمين، حتى في الزواج
والطلاق!
أمّا أين ذاب أولئك المنافقون عقبَ وفاة الرسول صلّى الله عليه
وآله وسلّم، وكيف انقلبوا إلى عُدولٍ، متى صحّ الإسنادِ إلى أحدهم، فهو سنّة يجب
الالتزام بدلالتها؛ فهذا لا جواب عليه سوى الصراخِ والاتّهام!
- وفي المجتمع المدنيّ كثرةٌ كاثرة من الطلقاء، الذين أسلموا في فتح
مكّة تحت السيف!
فهؤلاء كانوا يعاملون معاملةَ الصحابة الكرام، وعقب وفاة
الرسولِ صلّى الله عليه وآله وسلم كانوا هم المسيّرين لدفة سياسة الدولة
الإسلامية، بسبب كثرتهم وقوّة نفوذهم!
ولا يخفى أنّ المقاتلين من هؤلاء كانوا يزيدون على ثلاثةِ آلاف
فارس!
ولك أن تتخيّل أخي الكريم أنّ عشرةَ آلاف طليقٍ؛ صاروا عقبَ
وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً عدولاً، وغدا بعضهم قادةَ جيوش،
وحكّام أقاليم!؟
مع أنّ الذين نصّ الحافظ ابن حجر في الإصابة على أنّهم «حسن
إسلامهم» منهم (42) رجلاً، و(6) نسوة فحسب!
إذا كانت هذه صورة المجتمع المدنيّ؛ فمن هم الصحابة الذين علينا
أن نتّبعهم؟
- أهم المنافقون؟
- أهم الذين في قلوبهم مرضٌ؟
- أهم الذين قال الله تعالى فيهم:
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا
وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ
التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) [الجمعة].
وسورة الجمعة من أواخر ما نزل من القرآن العظيم؟
- أم هم الذين خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيّئاً؟
لا ريبَ بأنّ جميع هؤلاء غير مقصودين بقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ).
والذي يتبادَر إلى ذهن الباحث؛ أنّ المقصودين بهذا الخطاب
الكريم؛ هم السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار، ومَن اتّبعهم بإحسانٍ مِن
ذريّاتهم.
وهذا من حيث المبدأ؛ طيّب مقبول، من دون شكٍّ ولا ريب، رضي الله
عنهم وأرضاهم!
لكنّ هذا المتبادَرَ سَرَعانَ ما يُخصَّصُ هو الآخر، بعد الوقوف
على قول الله تعالى:
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا
نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ
وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
(122) [التوبة].
موطن الشاهدِ أنّ أكثرَ المجاهدين في سبيل الله تعالى؛ ليسوا من
أهل الفقه والعلم، وأنهم في حاجةٍ إلى من يفقّههم في الذين، ويعظهم ويذكّرهم
بأهوال الآخرة ليظلوا على الاستقامة النسبية!
ويخصّص هذه الآيةَ الكريمةَ أيضاً قولُ الله تبارك وتعالى:
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ
غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82).
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ
مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ؛ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)
[النساء].
موطن الشاهدِ أنّ الطائفة التي نفرت لطلبِ العلم، يصلحون لتذكير
الناس، وتعليمهم ما يحتاجونه من الفقه في نشاطاتهم اليوميّة، لكنهم لا يستقلّون
بذلك!
إنما الذين يستقلّون بذلك، المجتهدون الذين ينطبق عليهم قول
الله تعالى: (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
هذا يعني أنّ الذين علينا اتّباعُهم؛ هم المجتهدون من الصحابة
رضوان الله عليهم!
فمن هم المجتهدون أوّلاً، وكيف سبيلُ اتّباعهم ثانياً؟
وبعد تتبعي الكبير لحصر المجتهدين المستقلّين؛ وجدتهم عليّاً
وعمر وابن عبّاسٍ وعائشةَ، ولزيد بن ثابتٍ فقه كثير، وعائشة أمّ المؤمنين، رضي
الله عنهم.
وللصحابة الآخرين فتاوى منقولة عن الرسولِ صلى الله عليه وآله
وسلّم، أو عن واحدٍ من هؤلاء المتقدّمين، لكنهم ليسوا مستقلين بالاجتهاد.
ويحسن قراءةُ كلام وليّ الله الدهلويّ في كتابه «حجّة الله
البالغة» (1: 406) فما بعد.
وقراءةُ كلام الدكتور عبدالرحمن بن معمّر السنوسيّ في أطروحته
القيّمة للدكتوراه «الاجتهاد بالرأي في عصر الخلافة الراشدة» (ص: 67 - 75).
ولا ريب عندي في أنّ الإمامَ عليّاً عليه السلام؛ هو الأفقه
والأعلم والأقضى!
وإذا أردنا أن نوسّع دائرة المجتهدين –
ولو الاجتهاد الجزئيّ –
بين الصحابة؛ فنقول:
قال الإمام البزدويّ الحنفيّ في أصوله (2: 378):
« أَمَّا الْمَعْرُوفُونَ –
يعني بالفقه - فَالْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَعَبْدُاللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُاللهِ
بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُاللهِ بْنُ عَمْرٍو وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَمُعَاذُ بْنُ
جَبْلٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعَائِشَةُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَغَيْرُهُمْ
مِمَّنْ اُشْتُهِرَ بِالْفِقْهِ وَالنَّظَرِ.
وَحَدِيثُهُمْ حُجَّةٌ، إنْ وَافَقَ الْقِيَاسَ أَوْ خَالَفَهُ!
فَإِنْ وَافَقَهُ؛ تَأَيَّدَ بِهِ، وَإِنْ خَالَفَهُ؛ تُرِكَ
الْقِيَاسُ بِهِ».
بيد أنّ من المقطوع به؛ أنّ هؤلاء الفقهاءَ من الصحابة قد
اختلفوا في اجتهاداتهم في المسألة الواحدة.
فقولُ أيٍّ منهم هو الذي علينا اتّباعُه، حتى نكون متّبعين
(سبيلَ المؤمنين)؟
لأجل هذه الوِقفة الصعبةِ قال العلماء: إجماع الصحابة هو الملزم،
فحسب!
قال الفقير عداب:
أنا أفهم المسألةَ بعيداً عن الإطار الفقهيّ أو الاجتهاديّ
تماماً!
إنما هي إطارِ تسليم السابقين الأوّلين والذين اتّبعوهم بإحسان
إلى حكمِ الله تعالى وحكم رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم!
قال الله تبارك وتعالى:
(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ؛ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا،
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51).
وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) [النور].
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ
وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى
يَسْتَأْذِنُوهُ.
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ)[النور].
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) [النساء].
هذه الآيات الكريمات ومثيلاتُها؛ تظهر سبيلَ المؤمنين في التلقي
عن الله تعالى وعن رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
والله تعالى يريدنا أن نتّبعهم في هذا المنهاج الإيماني القويمِ،
وليس في اجتهاداتهم!
والله تعالى أعلم
(رَبَّنا: ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنا؛ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ).
هذا.. وصلّى الله على
سيّدنا محمّد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
والحَمْدُ للهِ على كلِّ حالٍ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق