إلى سوريّا مِن جَديدٍ:
العًلوُّ الكبيرُ لبني صهيون!؟
بسم الله الرحمنِ الرحيم
(الْحَمْدُ اللهِ،
وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى).
أمّا بعد: أوجّه خطابي هذا إلى
السيّد الرئيس أحمد الشرع، وإلى القيادةِ السوريّةِ.
وإلى القيادةِ اللبنانيّة أيضاً.
يا أيها القادةُ الكرام: : السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الله تبارك وتعالى: (وَقَضَيْنَا
إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ؛ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ
مَرَّتَيْنِ، وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (4) [الإسراء].
وقال
اللهُ جلّ وعزّ فيهم أيضاً: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ
يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ
مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا
يَعْتَدُونَ (112) [آل عمران].
إنّني
أرى هؤلاء الصهاينة المجرمين، في قمّة علوّهم وحضيض إفسادهم.
وأرى
العالمَ الكافر يناصرهم ويؤيّدهم ضدَّ المسلمين.
وهم
لا يوفون بعهدٍ، ولا يقيمون وزناً لوعدٍ، وبين أيديهم التوراةَ المحرّفةَ التي
تأمرهم بقتل الخصوم وإبادتهم.
ففي
سفر يشوع (20 - 21) ما نصّه: (وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى المَدِينَةِ، كُلُّ رَجُل
مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا المَدِينَةَ (21) وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي المَدِينَةِ،
مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى البَقَرَ وَالغَنَمَ
وَالحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ) ومعنى حرّموا: قتلوا.
يا
أيها القادةُ الكرام: إنّ بني صهيون لا ينفع معهم سوى القوّةِ القاهرة، فلا
تخادعوا أنفسكم، وتعرّضوا شعبكم إلى المهالك!
نحن
- السوريّين - قدّمنا مليونَ شهيدٍ حتى تخلّصنا من النظام العميلِ البائد!
ونحن
على استعدادٍ لأن نقدّم ما هو مُقدّر لنا في علم الله تعالى، حتى نوقف الصهاينةَ
عند حدودهم، ونريهم العينَ العربيّةَ المسلمةَ الحمراء.
وإنّ
نَزْع الحكومة اللبنانيّةِ سلاح «حزب الله» تلبيةً لرغبةِ أمريكا؛ لن يمنح لبنان
الأمان حتماً، ولن يحول دون عربدةِ الصهاينةِ، كلّما أرادوا العربدة.
يا
سيادةَ الرئيس أحمد الشرع: أعلن الجهادَ والنفيرَ العامّ، وسترى بينَ يديك مليونَ
مقاتلٍ مدرّبٍ، مستعدٍّ للشهادةِ في سبيلِ الله تعالى.
نحن
على حدودٍ طويلةٍ مع فلسطين المحتلّةِ، فاجعل كلّ خمسةٍ من هؤلاء المجاهدين مجموعةً
استشهاديّةً، تتسلّل إلى فلسطين المحتلّة، لتنصب كمائن للصهاينةِ، ولينالوا
ويحيّدوا منهم ما استطاعوا، ثم ينالوا الشهادةَ في سبيلِ الله تعالى، فلا ضير في
ذلك!
الصهاينة
سيضربون دمشق، وسيخرّبون ما تبقّى من سوريّا؟ ليفعلوا ذلك، فإنْ فعلوه الآن،
وكسرنا شوكتهم؛ خيرٌ من أن يفعلوه كلّما حلا لهم، ومتى أرادوا إهانتنا وإهانتكم!
يا
سيادةَ الرئيس: لو كان الصهاينة يقيمون لك أدنى وزنٍ؛ ما ضربوا وزارة الدفاع وقصرَ
الشعب، ولا يجوز أبداً في قيمِ الرجولةِ والفروسيّة أن تنامَ على ضَيمٍ!
يا
سيادةَ الرئيس: لا أنصحكم بالبدء بإعادةِ الإعمارِ، قبل تَدمير الكيان الغاصب ومحوِه
من الوجود!
أمريكا
ليست إلهاً، وليست ربّاً، وليست القوّة التي لا تُقهر، فهؤلاء أهلنا الأبطال في
اليمن؛ داسوا على خَشمها وخشومِ دولِ الغرب العظمى، فهل نحن في البطولةِ والرجولة
دونهم؟
نحن
- المسلمين - لا نستمدّ قوّتنا، ولا نلتمس نصرنا من كثرةِ العَددِ، وضخامة
العُددِ، إنّما نستمدّه من إيماننا ويقيننا بقوّة الله تعالى وقدرته وقهره لأعدائه
المجرمين.
قال
الله تعالى:
(يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا: إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ؛ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
(8) [القتال].
(إِنْ
يَنْصُرْكُمُ اللهَ؛ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ، وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ؛ فَمَنْ ذَا الّذِي
يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)
[آل عمران].
(قَاتِلُوهُمْ؛
يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَيُخْزِهِمْ، وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ،
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ،
وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) [التوبة].
(وَمَا
جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ، وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ، وَمَا
النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ
طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، أَوْ يَكْبِتَهُمْ، فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ
(127) [آل عمران].
يا
سيادة الرئيس: إنّ الجماعات الانفصاليّة؛ لن تقلعَ عن طموحاتها إلّا بالقوّة
القاهرة!
فاضربْها
ضرباً عنيفاً موجعاً، برجالٍ من أهل القوّة والبأس، وليجتنبوا المدنيين والنساء
والأطفالِ، وليبتعدوا عن السخافاتِ التي شاهدناها، من تصرفاتٍ صبيانيّة فجّة!
يا
سيادةَ الرئيس: لا تخفِ الصهاينة، وحرّر مدينة السويداءِ، فإنّ أكثرَ أهلها مع
الدولة السوريّة، ولا تَرْحَم أبداً فلول النظام، ومَن طالبوا الكيان الغاصب
بحمايتهم، حيّدهم متى قبضت عليهم، من دون محاكماتٍ ولا سجون!
ثمّ
انتقل مباشرة بجيش جرّارٍ إلى الرقّة، وأنا على يقينٍ من أنّ أهل الرقّةَ متى
شاهدوا طلائعَ جيشك العربيَّ المسلم البطل؛ سينضمون إليه فوراً، وكذلك أهل دير
الزور.
وهؤلاء
الانفصاليّون الملاحدةُ؛ لا يمثّلون أهلنا الأكرادَ المسلمين السنّة حتماً!
ومتى
جاوزت نهر الفرات؛ ستجد جميع العناصر العربيّة المنضوية تحت منظّمة (قسد)
الإرهابيّةِ، قد انضمّت إليك.
واعذرني
يا سيادةَ الرئيس إذا قلتُ لك: لقد تأخّرت كثيراً بإنهاء هذه الملفّات الضروريّة،
ولو كنت في مكانك؛ لأنهيتها كلَّها في شهر كانون الأوّل، من عام (2024).
يا
سيادةَ الرئيس: هذه الأقليّات لا تحبُّ إسلامنا، إنهم يحبّون العُهرَ والخمرةَ
والسهرات الماجنة، ويحبّون كلَّ شيءٍ، إلّا الإسلام!
أنت
تعرف هذا، والقيادةُ تعرف هذا، ونحن نعرف هذا، فلماذا لا نواجه الحقيقةَ كما هي؟
إنْ
لم تُخضعْ هذه الفصائلَ المجرمة، في جميع أنحاء سوريّا؛ فسيتآمروا عليك، ويغتالوك
أو يسقطوا دولتك قريباً جدّاً، لا سمح الله تعالى ولا قدّر.
أقدّم
نصيحتي هذه إليكم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
والحمد
لله على كلّ حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق