مَسائِلُ عَقديّةٌ:
هل خُلِقت
الملائكةُ مِن نورٍ!؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
لم يَرِدْ في
القرآن الكريم شيءٌ عن ذَوات الملائكةِ، ممّ خُلِقَتْ، إنما قال الله تبارك
وتعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ
جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ
عَلَقَةً، فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً، فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا،
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا، ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ، فَتَبَارَكَ
اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) [المؤمنون].
(وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ
خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) [الحِجر].
(خَلَقَ
الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ
مِنْ نَارٍ (15) [سورة الرحمن].
وذكر الله
تعالى كلمةَ دابّة عامّةً، تشمل كلّ من يدبُّ على الأرض، ومنها الإنسان، فقال:
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ؛ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ
دَابَّةٍ، وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (61) [النحل].
والمقصودُ
بكلمة (دابّة) هنا؛ هو الإنسان، لأنّ الظلم المُفْسِدَ للمجتمع يقع منه، إذْ هو
يتصرّف بإرادته، بينما تتصرّف بقيّة الدوابِّ بغرائزها.
أمّا الدوابُّ
بمعنى أحياءِ الدوابِّ من الأنعام والبقر والخيل والبغال والحمير والطيور
والزواحف، وأجناسها؛ فقد خلقها الله تعالى من ماء.
قال تباركت
أسماؤه: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ:
فَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ.
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ.
وَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ.
يَخْلُقُ اللهُ
مَا يَشَاءُ، إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) [النور].
بينما وردت
كلمة (ملائكة) منكّرةً ومعرّفةً بــ(أل) ثمانياً وستّين مرةً، في القرآن الكريم،
لم تذكر أيُّ آيةٍ منها، من أيّ عنصرٍ خُلقت منه الملائكةُ، إنما جاء في القرآن
الكريم أنهم على مظاهر خَلقيةٍ متعددة، فقال تقدست أسماؤه: (الْحَمْدُ اللهِ فَاطِرِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ، يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ، إِنَّ اللهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) [فاطر].
ونفى أن تكون
الملائكة إناثاً، فقال جلّ وعزّ: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ
عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا، أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ
وَيُسْأَلُونَ (19)[الزخر tف].
وذكر أنّ الملائكةَ يتبرّؤون من دعوى الكافرين،
أو بعضهم بأنهم كانوا يعبدون الملائكة، فقال تبارك وتعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ
جَمِيعًا، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا
يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا: سُبْحَانَكَ، أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ، بَلْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ، أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) [سبأ]
إنّما وردَ في كتب الروايةِ حديثٌ مرفوع، وأثر
موقوفٌ، وروايتان مقطوعتان.
والذي يعنينا الحديثُ؛ لأنّه القولُ الذي يُحتجُّ
به، دون غيره!
بإسنادي إلى الإمام مسلم في كتاب الزهدِ والرقائق
من صحيحه، باب أحاديثِ متفرّقةٍ (2996) قال رحمه الله تعالى: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ
بْنُ رافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنا، وقالَ ابْنُ رافِعٍ:
حَدَّثَنا عَبْدُالرَّزّاقِ: أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْريِّ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ e:
(خُلِقَتِ
المَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ
آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ) ([1]).
قال البيهقيُّ
في شُعَبِ الإيمان (141): « وَفِي فَصْلِهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم بَيْنَهُمَا
فِي الذِّكْرِ؛ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ نُوراً آخَرَ غَيْرَ نُورِ
النَّارِ، وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ».
قال عداب:
ستأتي مناقشةُ البيهقيِّ.
مدار حديث
الباب على معمر بن راشد، رواه عنه:
سفيان بن سعيدٍ
الثوريّ، عند أبي الشيخ الأصبهانيّ، في كتاب العظمة (2: 725)
وعبدِالرزاق
الصنعاني في جامع معمر بن راشد في آخر المصنف (20904) و وإسحاق بن راهويه في مسنده
(786) وأحمدَ ابن حنبلٍ في مسنده (25194) ومسلم بن الحجاج في صحيحه (2996) وأبي
عبدالله ابن منده في كتاب التوحيد (70) وفي كتاب الردّ على الجهميّة (ص: 49) وقال
هنا: «وَهَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ بِاتِّفَاقٍ».
وعبدُالله بن
المبارك، عند إسحاق بن راهوية في مسنده (787) وعند أبي الشيخ في كتاب العظمة (2:
725) وأبي عبدالله المحامليّ في أماليه (379) وفي مشيخةِ ابن قاضي المارستان
(357).
وفي علل الدارقطنيّ (3574) أنّه سُئِلَ عَنْ
حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم،
قال: (خلقت الملائكة من نور، وخُلق الجانُّ مِن مارجٍ من نار، وخُلق آدمَ مما
تَعلمون).
فقال: يرويه مَعْمَر، واختلف عنه:
فرواه عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن معمر، عن رجل لم يُسمّه،
عن عروة، عن عائشة.
وقال غيره:
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة.
قاله
عبدُالرزاق عن ابن المبارك، عن معمر» انتهى.
قال عداب: فلم
يقضِ الدارقطنيُّ فيه بشيءٍ!
وفي معجم شيوخ
ابن عساكر (368) قال عبدالرزّاق: «أنا أفدت ابن المبارك هذا الحديث عن معمر».
قال الفقير
عداب: حتّى لو صحّ أنّ عبدالرزّاق أفادَ ابنَ المبارك هذا الحديثَ عن مَعْمَر؛
فهذا لا ينفي أن يكون رجعَ ابن المبارك بعد ذلك إلى شيخه معمر، وتحمّل عنه هذا
الحديثَ؛ لأنّ أبا أسامةَ حمّادِ بن أسامة؛ روى هذا الحديثَ عن ابنِ المباركِ، عن
معمر، عن الزهريّ، عند إسحاق بن راهوية في مسنده (787) وعند أبي الشيخ في كتاب
العظمة (2: 725) وأبي عبدالله المحامليّ في أماليه (379) وفي مشيخةِ ابن قاضي
المارستان (357) كما تقدّم.
ولأنْ لا خِلاف
في أنّ عبدالله بن المبارك من تلامذته معمرٍ والرواة عنه.
فقد أخرج
البخاريّ من طريق ابن المبارك عن معمر، عن الزهري ستّة أحاديث (1418، 1695، 2361،
4015، 6084، 6725) وأخرج مسلم بهذا الإسنادِ ثلاثةَ أحاديث أيضاً (607، 1402،
2629) ليس لعبدالرزاق ذِكْرٌ في واحدٍ منها.
ممّا يؤكّد أنّ
لابن المبارك روايةً مباشرةً عن شيخه معمر بن راشد، وإن كان روى عن رجلٍ، عنه
أيضاً.
- ومعمر بن
راشدٍ الأزديّ: ثقة إمامٌ، من أثبت الناس في الزهريّ، ومثلُه لا يحتاج إلى ترجمة!
- أمّا محمدُ بن
مسلمِ بن عبيدالله الزهريُّ: فهو ثقةٌ إمامٌ عند المحدّثين، والملحوظاتُ التي
يأخذها عليه بعضُ أهل الحديثِ، من مثلِ ملازمته لظلمةِ بني أميّة، وعدِم روايته
حديثاً في فضل عليٍّ عليه السلام، مع توافرها لديه؛ لا صلة لهذا الحديثِ بها، وهو
من أخصِّ أصحابِ عروةَ بن الزبير به.
-وأمّا عروةُ
بن الزبير: فهو علمٌ فقيه - على نصبه وبغضه الإمامَ عليّاً - وللناس عليه مأخذٌ
آخرُ، وهو أنّه بعدما قُتلُ أخوه عبدالله؛ حملَ بيت مال المسلمين بمكّة، وخبّأه
بالمدينةِ، وسافر إلى الشامِ، والتقى بعبدالملك بن مروان، فطيّبَه له، فاستحلّ
عروةُ هذا المالَ، وبنى ببعضه قصرَه بالعقيق، وكان يتألّف قلوبَ طلّابِ العلمِ
ببعضه أيضاً!
وكأنّ العلماءَ
في ذلك الوقت كانوا يرون للحاكم المتغلّبِ التصرفَ بمال الأمة!
فلو نحن طبّقنا
على عروةَ الميزانَ الذي نعتقده؛ ما قبلنا منه حديثاً رواه قطّ؛ لأنّه فاقدُ
العدالةِ، وفق ذلك الميزان، ولو كان أعلمَ الناس!
لكنّ العلماءَ
على مدارِ قرونِ الروايةِ؛ لم يعيبوه بهذا، بل تجنّب أكثرُ علماء الجرح والتعديل
ذكرَ حادثة استحواذِه على المال، ومسألةَ نصبه!
خلاصةُ القول:
إنّ سَندَ الحديثِ غريبٌ صحيح، لم يُرْوَ بلفظه أو معناه عن الرسولِ صلّى الله
عليه وآله وسلّم حديثٌ ظاهرُ إسنادِهِ الصحّةُ غيرُه.
وهو حديثٌ لم
يروه عن الرسول سوى عائشةَ أمِّ المؤمنين، ولم يروه عن عائشة سوى عروة، ولا عن
عروة سوى الزهريّ، تفرّد به معمر بن راشدٍ، فالحديث فردٌ مطلق غريبٌ في أربعِ طبقاتٍ!
- وفي مثلِ هذا
الحديث يقال: إنّ الرواةَ عن عائشةَ في الكتبِ الستّة؛ مائةٌ وأربعةٌ وتسعون
راوياً، الذين رووا عنها في صحيحي البخاريّ ومسلم منهم؛ واحدٌ وثمانون راوياً، كيف
نقبَل غفلةَ ثمانين راوياً عن هذا الحديث، ونقبلُ ضبطَ واحدٍ منهم؟
- ومثل ذلك
يقالُ في الرواة عن عروة، فقد روى عنه في الكتب الستّة؛ واحدٌ وخمسون راوياً، روى
عنه في الصحيحين منهم؛ واحدٌ وثلاثون راوياً، أين هم عن حديثِ شيخهم عروة؟
وهكذا نقول في الرواةِ
عن الزهريّ أيضاً.
لما تقدّم
أقول: إنّ القرآنَ الكريم أخبرنا عن خلقِ الجانِّ من نارٍ، وأخبرنا عن خلق
الإنسانِ من طينٍ، وجاء ذكر الملائكةِ في القرآن الكريم كثيراً، وفي جميعها لم
يَذْكُرْ ممّ خلقوا؟
والملائكةُ
ليسوا من جنس الطينِ؛ لأنّنا عرفنا بالشاهد أنّ جميع بني البشر يخطؤون، والأنبياء
قد يرتكبون خلافَ الأولى في حقّ أمثالهم، فيعاتَبون، ويصحّح الوحيُ لهم!
وليسوا أمثالَ
الدوابِّ الذين خُلقوا من ماءٍ؛ لأنّ أوصافَ الملائكة في القرآن؛ تدلُّ على عقلٍ
واعٍ، وعبادةٍ قويمةٍ، وطاعةٍ للرحمن الرحيم، ولديهم رأفة ورحمةٌ على المؤمنين،
حتى عندما يخطؤون (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).
بل إنهم
يستغفرون لمن في الأرضِ من جميع المخلوقات (وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
والنار والنور
يشتركان في خصائص كثيرة، منها الإضاءةُ، ومنها الحرارةُ، ومنها حياةُ الأحياء،
ومنها التدمير!
والضياءُ الذي يسطعُ
في النهارِ؛ لا نرى له علينا ذلك الأثرَ المدمّرَ، وإنْ كان هو أثراً من آثار
الشمس، التي تبلغ حرارتها (5500) درجة مئويّة!
فإنْ كان الله
تعالى خلقَ الملائكةَ من هذا الضياء اللطيفِ؛ فيرجع هذا الضياءُ إلى نار الشمس
ذاتها، والكون خلق قبل خلق الشمس، والمخلوقاتُ خُلقت بعد الانفجارِ الكونيّ
العظيم!
قال الله
تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا، وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ،
أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ
بِهِمْ، وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا، وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
(32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33).
ختاماً: أنا
الفقير لم أضعّف ظاهرَ إسنادِ هذا الحديثِ، كما ترون، إنّما أرى فيه علّةً خفيّة،
لا يتوقّف كثيرٌ من أهل الحديث عند مثلها، خلاصتُها أنّ الزهريَّ لم يكن له كتابٌ،
وكان يحدّث من حفظه، فإذا قيلَ له: أعِدِ الحديثَ؛ غضبَ، خشيةَ أن يختلفَ لفظِ
روايته الثانية عن لفظ روايته الأولى؛ لأنّه كان يعبّر عن المعنى الذي يحفظه بلفظِ
نفسه، وأنّ عروةَ أحرق بعضَ كتبه، ثمّ ندم، فلا يبعدُ أن يكون أحدهما وهم في قوله:
(خلقت الملائكة من نور).
هذا الاحتمالان:
التفرّد الفاحشُ في أربعِ طبقاتٍ، والاعتمادُ على ضبطِ الذاكرةِ، دون كتابٍ
مكتوبٍ؛ تجعلني أرفضُ الاحتجاج بهذا الحديثِ، الذي ظاهر إسنادِه الصحّة، وأرفض
الاحتجاج بالحديث الفردِ المطلق في سائر الاعتقادات، والحلال والحرام.
والله تعالى
أعلم.
والحمد لله على
كلِّ حال.
([1])
مِنْ حَديثِ عَبْدِالرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، بِهِ مَرفوعاً؛ اِنْفَردَ بهِ مُسلِمٌ
عَنْ الستَّةِ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ في باقي مُسنَدِ الأَنصارِ (25194، 25354)
وعبد بْنِ حميد في المنتخب (1: 430) وَإِسحاقُ بْنِ راهويهَ في مُسنَدِهِ (2: 277)
وَابْنُ حِبانَ في في صَحيحِهِ (14: 25) وَالبَيهقيُّ في السنَنِ الكَبيرِ (9: 3)
وفي شعب الإيمان (1: 301) وفي الأسماء والصفات (2: 258).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق